الإعلامية سماح العبار لـ«جسور بوست»: تمكين المرأة يحتاج لتوازن بين الحقوق الأسرية والمهنية

قالت الإعلامية ومقدمة الأخبار في تلفزيون دبي، سماح العبار، إن منتدى المرأة العالمي كان فرصة استثنائية لمناقشة القضايا الحقوقية التي تخص المرأة في مختلف أنحاء العالم، وتحديداً التحديات التي تواجهها المرأة الإماراتية التي لا تزال تحقق نجاحات كبيرة بفضل الدعم الحكومي والمجتمعي.

وأكدت "العبار"، في تصريح خاص لـ"جسور بوست"، على هامش منتدى المرأة العالمي الذي اختتم أعماله  أمس في دبي، أن المرأة تتحدى الصعوبات في سبيل تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، مشيرة إلى أن العديد من النساء يعانين من صعوبة في إدارة حياتهن العائلية والعملية في وقت واحد، وهو ما يتطلب رؤية جديدة لتوفير بيئة أسرية تساعد على النجاح المهني دون المساس بالحقوق الأسرية.

وتحدثت العبار عن فكرة "التوازن بين العمل والحياة الأسرية" التي كانت حاضرة بقوة في المنتدى، حيث أشارت إلى ضرورة تقديم حلول واقعية تساعد المرأة على تحقيق هذا التوازن، مع تسليط الضوء على الإحصائيات المتعلقة بنسب الطلاق العاطفي والأسري، وهي ظاهرة تزداد انتشاراً في المجتمعات المتطورة مثل دبي. 

وقالت: "هذه التحديات التي تواجهها المرأة لا يمكن تجاهلها، فبينما يتم تمكين المرأة في العمل، يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار تأثير هذه الضغوط على حياتها الأسرية".

وتحدثت العبار عن تجربتها الشخصية في الإعلام الإماراتي، معتبرةً أن هناك تحولات كبيرة في المجتمع الإماراتي نحو قبول العمل الإعلامي للمرأة، بعد أن كان يواجه في السابق رفضاً من بعض العائلات بسبب العادات والتقاليد. 

وأضافت: "في السابق، كان من الصعب على الفتاة أن تدخل مجال الإعلام، ولكن اليوم الصورة تغيرت وأصبحنا نموذجًا يُحتذى في هذا المجال".

ولم تغفل “العبار” الحديث عن بعض التحديات التي تواجه المرأة العاملة في الإعلام، خاصة من قِبل بعض المسؤولين الذين يعرقلون تقدم المرأة في العمل. 

وقالت: "رغم التقدم الكبير في مجال تمكين المرأة، فإن بعض المسؤولين لا يزالون يضعون العقبات أمام تقدم الفتيات في العمل، ما يؤثر سلباً على تطورهن المهني". 

وأضافت أن "الفرص لا تُمنح للجميع بالتساوي، ما يخلق حالة من الإحباط وعدم الثقة بين الشباب في مجالات العمل".

وأشارت العبار إلى أن المرأة الإماراتية أصبحت قادرة على إثبات وجودها في العديد من المجالات، لكنها لا تزال بحاجة إلى قوانين تشريعية أكثر دعماً لها، خصوصاً في مسألة التوازن بين العمل وحياة الأسرة. 

وأكدت: "نحتاج إلى قوانين تمنح المرأة المزيد من الحقوق، مثل إجازة الأمومة التي تشمل حقوقها كأم عاملة، إضافة إلى ضرورة وجود حلول للضغط النفسي الذي يرافق المرأة العاملة".

منتدى المرأة العالمي

واختتمت فعاليات منتدى المرأة العالمي- دبي 2024، الذي نظمته مؤسسة دبي للمرأة، والذي استمر ليومين، أمس الأربعاء.

وجمع المنتدى نخبة من الشخصيات المؤثرة عالميًا في مجالات الفن والإبداع والإعلام والمحاماة، تحت شعار "قوة التأثير"، بمشاركة أكثر من 3000 شخص من 65 دولة.

وشهد المنتدى في نسخته الثالثة أكثر من 130 جلسة نقاشية وورشة عمل على مدار يومين، بمشاركة أكثر من 250 متحدثًا من القادة والمسؤولين وصنّاع القرار، إضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية ونخبة من الشباب ورائدات الأعمال.