الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يختتم فعالياته بعد نقاشات حول الذكاء الاصطناعي والإعلام

الكونغرس العالمي للإعلام 2024 يختتم فعالياته بعد نقاشات حول الذكاء الاصطناعي والإعلام
الكونغرس العالمي للإعلام 2024

اختتمت فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 2024، مساء الخميس، بعد أن سلط خلال جلساته التي استمرت على مدى 3 أيام، في أبوظبي، الضوء على مجموعة من القضايا الحقوقية المهمة التي تؤثر بشكل مباشر في صناعة الإعلام وقطاع الترفيه، حيث أصبحت حقوق الأفراد في فضاء الإنترنت أكثر عرضة للتحديات، أبرزها حماية الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي يثير تساؤلات حول مدى احترام البيانات الشخصية في ظل الانتشار الواسع للأدوات التقنية المتطورة.

تطرقت جلسات الكونغرس العالمي للإعلام هذا العام، إلى التوازن الصعب بين حرية التعبير وحماية الجمهور من المعلومات المضللة التي تغزو منصات التواصل الاجتماعي، والتي قد تكون أداة للتمويه والتلاعب بالحقائق، وقد كان الاستقطاب الإعلامي أحد المواضيع الأكثر إلحاحًا، حيث تم مناقشة تأثيره على تماسك المجتمعات وتحقيق الوعي الاجتماعي.

وكان المؤتمر بمثابة دعوة لتطوير التشريعات المعنية بحقوق الإنسان في الإعلام، مع التأكيد على ضرورة تقديم حلول توازن بين الابتكار التكنولوجي وحقوق الأفراد. هذه المناقشات لم تكن فقط ضرورة مهنية، بل باتت تشكل أولوية حقوقية لضمان حماية المجتمعات وتعزيز الشفافية في الفضاء الإعلامي المتسارع.

التحديات الحقوقية والتقنية

في إطار التحولات الجذرية التي يشهدها الإعلام المعاصر، تتجلى تحديات حقوقية متعددة تتعلق بحرية التعبير، وتعزيز المصداقية، وحماية التنوع الثقافي.

 ويواجه الإعلام اليوم ضغوطاً متزايدة ناجمة عن تغيّر أنماط استهلاك الجمهور للمحتوى، والتطور التكنولوجي السريع، وهيمنة المنصات الرقمية. هذه التغيرات تفرض على المؤسسات الإعلامية مسؤوليات جديدة لضمان حق الجمهور في الوصول إلى محتوى يعكس اهتماماتهم، مع المحافظة على القيم الأخلاقية والمهنية.

وسلط المسؤولون الإعلاميون الذين تحدثوا خلال فعاليات اليوم الأول من الكونغرس العالمي للإعلام 2024 الذي عقد في أبوظبي، الضوء على ضرورة إعادة صياغة سياسات التحرير والإنتاج الإعلامي لمواكبة الواقع الجديد، لافتين إلى إلى أن المحتوى الإعلامي لم يعد مجرد أداة لنقل المعلومة، بل أصبح وسيلة استراتيجية لتحقيق التفاعل والتأثير وضمان استدامة المؤسسات تحدي التوازن بين تقديم محتوى جذاب وذي قيمة ثقافية يبرز بقوة في ظل هيمنة "الترند" الرقمي.

وأكد الإعلامي السعودي، سليمان الهتلان، أن المؤسسات الإعلامية تواجه مسؤولية كبيرة في صياغة محتوى يعكس تنوع توجهات الجمهور، بين الباحث عن المعرفة والترفيه أو الشهرة، مشيراً إلى أن المصداقية والعمق هما المفتاح لمواجهة انحدار النقاش العام الناتج عن هيمنة المحتوى السطحي. 

وحذر الهتلان من تجاهل قضايا الهوية والقيم المجتمعية، موضحاً أن التركيز على هذه الجوانب يسهم في تشكيل وعي عام يعزز استدامة الأجيال القادمة.

وتناولت الصحفية اللبنانية، نايلة تويني، التحديات الناتجة عن التطور التكنولوجي السريع وظهور وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن المؤسسات الإعلامية يجب أن تكون مرنة وقادرة على التكيف السريع مع المتغيرات، مشددة على أهمية تحقيق التوازن بين تقديم محتوى جذاب والمحافظة على المهنية، موضحة أن الإعلام الذي يتخلى عن مصداقيته يفقد دوره المجتمعي الأساسي.

وتناول الكاتب الصحفي محمد الحمادي، رئيس تحرير “جسور بوست”، القضية من منظور مختلف، مشيراً إلى أن الجمهور أصبح أكثر انتقائية، مما يفرض على المؤسسات الإعلامية تطوير استراتيجيات تنافسية تلبي هذه الاحتياجات دون التنازل عن المصداقية والموضوعية. 

وشدد الحمادي، على أن الاعتماد على "الترند" لتحقيق أرقام مشاهدات كبيرة قد يكون حلاً سريعاً لكنه ينطوي على مخاطر طويلة الأجل تهدد جودة المحتوى، مشيرا إلى دور الذكاء الاصطناعي كأداة لا غنى عنها في تطوير الإعلام، وأن المؤسسات التي تتبنى هذه التقنية ستتمكن من تقديم محتوى متميز يلبي تطلعات الجمهور ويعزز من مكانتها.

وأكد الحمادي أن استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون ضمن أطر عمل أخلاقية واضحة تحترم الخصوصية وتضمن الشفافية، مشدداً على ضرورة أن يكون الذكاء الاصطناعي مكملاً للخبرات البشرية لا بديلاً عنها.

وبيّن أن التكنولوجيا قادرة على تحسين الإنتاج الإعلامي، سواء من حيث تحليل البيانات لفهم اتجاهات الجمهور أو في تطوير أدوات تسهم في تعزيز الكفاءة والمصداقية. 

ويرى الحمادي أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة لتحقيق تحول نوعي في الإعلام إذا تم استخدامه بحكمة.

وسلط هذا النقاش الضوء على التحولات الحقوقية والمهنية التي تواجه الإعلام اليوم، مما يستدعي تبني استراتيجيات شاملة تضمن التوازن بين الابتكار واحترام المبادئ الأساسية للمهنة، فالمؤسسات الإعلامية أمام فرصة تاريخية لإعادة تعريف دورها في المجتمعات، من خلال تقديم محتوى يثري النقاش العام، ويعزز حرية التعبير، ويحترم التنوع الثقافي.

تحديات الذكاء الاصطناعي في الإعلام

في سياق التحديات الحقوقية والتنظيمية التي يفرضها التحول الرقمي المتسارع على الإعلام، أصدر المكتب الوطني للإعلام بالتعاون مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة شاملة بعنوان "دور مؤسسات تنظيم الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات". تهدف هذه الدراسة إلى تحليل الأبعاد الحقوقية والأخلاقية التي تنشأ مع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الإعلامي، مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية العربية في الحفاظ على نزاهة الإعلام، وحماية حقوق الإنسان، وضمان الوصول العادل إلى المعلومات.

أشارت الدراسة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد أحدث تغييرات جذرية في المشهد الإعلامي العالمي، حيث أسهم في تطوير أدوات أكثر كفاءة وسرعة لنقل الأخبار وتحليل البيانات، ما عزز قدرة وسائل الإعلام على التأثير وتشكيل الرأي العام، ومع ذلك، فإن هذه التحولات تثير مخاوف عميقة بشأن التحيزات الخوارزمية، وانتهاك خصوصية المستخدمين، واحتمالية تهميش الفئات الأقل قدرة على الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة.

أكد رئيس المكتب الوطني للإعلام، عبدالله بن محمد آل حامد، أن دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تولي اهتماماً بالغاً لدور البحث العلمي في صياغة سياسات فعالة لمواجهة التحديات التكنولوجية. وأبرز أهمية التكامل بين الإعلام ومراكز البحث العلمي في تقديم رؤى استراتيجية تدعم حقوق الإنسان، وتعزز الاستدامة الإعلامية بما يواكب التطلعات المستقبلية. 

كما شدد على ضرورة التزام المؤسسات الإعلامية بحوكمة قوية للتقنيات الجديدة تضمن استخدامها المسؤول بما يخدم الصالح العام.

من جانبه، أشار الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، الدكتور محمد العلي، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة حيوية لتطوير المحتوى الإعلامي، لكنه يفرض تحديات جسيمة تتطلب إدراكاً حقوقياً عميقاً لحماية الحريات الإعلامية وضمان الشفافية. 

وأضاف العلي أن الدراسة تقدم رؤية شاملة حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز جودة المحتوى مع الالتزام بالمبادئ الأخلاقية، مؤكداً أهمية وضع سياسات تنظيمية توازن بين الابتكار وحماية الحقوق الإنسانية.

تناولت الدراسة محاور رئيسية تضمنت أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، ودور مؤسسات التنظيم الإعلامي في ضمان نزاهة المحتوى، وتحليل تأثير التقنيات على حقوق الأفراد والمجتمعات، كما استعرضت التجارب الدولية الناجحة في مجال حوكمة الذكاء الاصطناعي، داعيةً إلى تبني سياسات وطنية تتسم بالمرونة والشفافية لمواجهة التحديات الناشئة.

وشددت الدراسة على ضرورة التعاون الدولي والإقليمي لتعزيز البنية التحتية الرقمية في الدول العربية، وضمان تمكين جميع الفئات من الاستفادة من التطورات التكنولوجية، كما دعت إلى الاستثمار في تطوير مهارات العاملين في المجال الإعلامي بما يعزز من قدرتهم على استخدام التقنيات الحديثة بطريقة مسؤولة تحترم القيم الأخلاقية وتحمي الحقوق.

في ضوء هذه التحليلات، قدمت الدراسة خريطة طريق تسعى إلى تحقيق إعلام مستدام ومسؤول يواكب التحولات الرقمية دون الإضرار بحقوق الإنسان أو الإخلال بنزاهة الإعلام، ويعزز هذا النهج فرص المجتمعات في مواجهة تحديات العصر الرقمي، ويؤكد أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام كركيزة أساسية للتنمية وحماية الحقوق في آنٍ واحد.

تعزيز مهارات الإعلاميين

في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع الإعلام العالمي في الوقت الراهن، يبرز موضوع تأهيل الإعلاميين وتمكينهم من مواجهة التحديات المستمرة التي تطرأ على هذه الصناعة، من هذا المنطلق، قدمت ورشة العمل بعنوان "أكاديمية الإعلام: مهارات لخريجي وسائل الإعلام الحديثة"، التي أقيمت ضمن فعاليات اليوم الأول للكونغرس العالمي للإعلام 2024 في أبوظبي فرصة مهمة للمهنيين الطموحين للاطلاع على متطلبات سوق العمل الإعلامي الذي تتزايد فيه التقنيات الحديثة بمعدلات متسارعة. 

جاءت هذه الورشة في سياق الجهود الرامية إلى ضمان أن يبقى الإعلاميون على دراية تامة بالتطورات الحاصلة في تقنيات الإعلام ووسائل التواصل، بما يعزز قدرتهم على المساهمة في صناعة محتوى يتماشى مع الاحتياجات الجماهيرية المتجددة.

سلطت الورشة التي ترأسها رئيس قسم الإبداع في أكاديمية آي إم آي، فاروج جولفيان، الضوء على المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكها الإعلامي في العصر الرقمي. 

وتناولت الورشة مجموعة من المواضيع الأساسية، أهمها كيفية استخدام السرد القصصي عبر المنصات الرقمية، واستخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في إنتاج المحتوى الإعلامي، وفهم طرق تفاعل الجمهور مع هذا المحتوى في ظل تزايد الطلب على المحتوى المختصر والموجه، فالاهتمام بهذه المهارات ينبع من الضرورة الملحة لتطوير أدوات الإعلاميين ليتمكنوا من التأقلم مع بيئة الإعلام المتغيرة سريعاً بسبب التحولات التقنية، وخاصة في مجال الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد جولفيان أهمية التحلي بالمرونة في التكيف مع التغيرات المستمرة، مشيراً إلى ضرورة تبني الإبداع والابتكار في تقديم المحتوى، مشددا على أن الإعلاميين اليوم يجب أن يركزوا على احتياجات الجمهور، وأن يضعوا في اعتبارهم أن الصناعة الإعلامية تتطلب تطويراً مستمراً للمهارات والمعرفة، وبالنظر إلى أن الإعلام في عصرنا الحاضر أصبح يعتمد بشكل متزايد على التفاعل الرقمي، فقد أشار إلى ضرورة أن يكون الإعلاميون قادرين على فهم تفاعلات الجمهور مع المحتوى الذي يستهلكونه، وكيفية تلبية احتياجاتهم من خلال تقنيات الإعلام المتطورة.

وأشار جولفيان إلى أن التعلم المستمر والتعاون بين المهنيين يعتبران من العوامل الرئيسية التي تضمن بقاء الإعلاميين على صلة وثيقة مع المتغيرات المستمرة في الصناعة، وفي ختام الورشة، تمكن المشاركون من فهم كيفية توجيه مهاراتهم الشخصية بما يتماشى مع متطلبات الصناعة الإعلامية الحديثة، بما يضمن لهم القدرة على التأثير الفعال في تشكيل مستقبل الإعلام الرقمي ووسائل الإعلام الحديثة.

هذه الورشة لم تكن مجرد فرصة للتعلم الفني والتقني، بل كانت بمثابة منبر حيوي للحديث عن أهمية تعزيز المهارات الإنسانية في مجال الإعلام، حيث تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على القيم المهنية والمصداقية، بالإضافة إلى تعزيز القدرة على الابتكار والتفاعل مع جمهور يتطور باستمرار.

مبادرة "كرسي للإعلام والإبداع"

في سياق التحولات الكبيرة التي يشهدها الإعلام العربي، أطلق موقع "إرم نيوز" مبادرة جديدة تحمل عنوان "كرسي للإعلام والإبداع" خلال فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 2024 في أبوظبي. 

المبادرة تأتي في وقت حرج حيث يشهد المشهد الإعلامي العربي تغيرات جذرية فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يفرض تحديات حقيقية على الإعلام التقليدي في المنطقة.

من الناحية الحقوقية، تعكس المبادرة التزام "إرم نيوز" بمسؤوليتها تجاه تطوير الإعلام العربي ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة… في هذا الإطار، أشار رئيس تحرير الموقع، النوري الصل، إلى أن المبادرة تمثل استجابة لمتطلبات تطوير الإعلام في المنطقة بما يتوافق مع التطورات العالمية، ويستجيب لحاجة الإعلام العربي إلى التحديث وتقديم محتوى مبتكر يواكب تطلعات الجمهور.

تستهدف المبادرة بناء شبكة تفاعلية بين الجامعات العربية والمؤسسات الإعلامية وصحفيي المستقبل، وذلك بهدف تطوير المهارات الإعلامية للجيل الجديد، وتركز على أهمية تعزيز العلاقة بين كليات الإعلام ووسائل الإعلام الجديدة، بما يسهم في تأهيل الصحفيين لتحديات الإعلام الحديث.

تستند المبادرة إلى منهجية غير تقليدية حيث تدعو الطلاب للمشاركة في مسابقات وتكليفات بحثية تتعلق بالإعلام والترفيه والابتكار الرقمي، كما تحرص المبادرة على أن يكون لها أثر في تعزيز الشراكة بين المؤسسات الإعلامية والأكاديمية، مما يضمن تحقيق نتائج مهنية تستجيب لمتطلبات السوق الإعلامي.

من خلال لجنة استشارية ومجلس أمناء يشرفان على تنفيذ المبادرة، تضمن "إرم نيوز" أن يكون هناك تقييم مستمر للنتائج، مما يسهم في الحفاظ على الجهود الابتكارية، وتحقيق التطوير المستدام للإعلام العربي. 

ستتنقل المبادرة سنوياً بين العواصم العربية، مع مراعاة خصوصيات المجتمعات المحلية، ما يعزز من فرص التفاعل والمشاركة الفعّالة.

وفي هذا الصدد، اعتبر "الصل" المبادرة خطوة نوعية نحو تجاوز التقليد وفتح آفاق جديدة للابتكار في الإعلام العربي.. من خلال هذه المبادرة، تسعى "إرم نيوز" إلى خلق بيئة تعليمية ومهنية تتسم بالتفاعل المستمر بين الطلبة والمؤسسات الإعلامية، ما يسهم في تمكين الإعلام العربي من مواجهة تحديات المستقبل وتطوير الكفاءات الصحفية والإعلامية.

بين الابتكار وحماية الحقوق

ناقش الخبراء المشاركون في إحدى جلسات "مختبر الإعلام" خلال فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام 2024 أهمية التحولات النوعية التي أحدثتها تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات في اتخاذ القرارات الإعلامية، مع التركيز على التحديات الأخلاقية والتنظيمية التي تفرضها هذه التقنيات، واستعرضت الجلسة كيفية استغلال الذكاء الاصطناعي لتحليل الاتجاهات وإثراء المحتوى، وسط تحديات تتعلق بالتعامل مع البيانات غير المنظمة والمخاوف المتعلقة بالخصوصية والمقاومة التنظيمية للتغيير، ما يُبرز أهمية صياغة سياسات واضحة لتنظيم هذه الأدوات المتقدمة.

تطرقت إيزابيلا ويليامسون إلى ضرورة وجود بيانات منظمة ومدروسة لتفعيل الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي، مؤكدة أهمية ربط استخدام الذكاء الاصطناعي بالأهداف المؤسسية، وشددت ويليامسون على تطوير المهارات الإنسانية، لا سيما السرد القصصي، كجزء لا يتجزأ من التكامل بين الذكاء الاصطناعي والقدرات البشرية في الإعلام، كما دعت إلى تعزيز مهارات الإلمام بالبيانات وتوظيف منهجية "الهندسة الفورية" لتحقيق تفاعلات فعالة مع هذه التقنيات.

من جانبه، استعرض كارلو بيبي تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات من وسائل التواصل الاجتماعي لاستشراف الاتجاهات المستقبلية وصياغة استراتيجيات محتوى طويلة الأمد، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في تعزيز فهم ميول الجمهور، ومع ذلك، لفت بيبي الانتباه إلى التحديات، ومنها "الذكاء الاصطناعي الخفي"، حيث تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي دون إشراف أو سياسات واضحة، ما يستوجب تعزيز الشفافية ووضع أطر أخلاقية تنظم الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات.

ناقشت الجلسة التكامل بين العلوم السلوكية والأدوات القائمة على البيانات لتحسين عملية صنع القرار، مشددة على أهمية إدراك المنطق الكامن خلف توصيات الذكاء الاصطناعي لضمان مخرجات دقيقة ومسؤولة، وجرى التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يُعزز الخبرات الإنسانية ولا يحل محلها، مع الدعوة إلى تبني هذه التقنيات بوعي واستراتيجيات مدروسة.

واختتمت الجلسة بتسليط الضوء على القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعي التي تمكن القادة من استنباط رؤى استراتيجية من البيانات الأولية، وأقر المتحدثون بالتحديات المصاحبة لتبني هذه التقنيات، مؤكدين ضرورة الالتزام بمبادئ أخلاقية وإطار تنظيمي يعزز الشفافية والتعاون لتحقيق توازن عادل بين الابتكار وحماية الحقوق الفردية والاجتماعية

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية