بعد غياب 7 سنوات.. عناق الأمهات في حلب يروي قصص وذكريات النزوح

بعد غياب 7 سنوات.. عناق الأمهات في حلب يروي قصص وذكريات النزوح
أم في حلب السورية تعانق ابنها بعد نزوح استمر لسنوات- المصدر وكالة فرانس برس

احتضنت بحرية بكور ابنها محمد جمعة بعد سنوات من الفراق القسري، الذي انتهى بعودته إلى حلب عقب سيطرة فصائل معارضة على أجزاء من المدينة السورية.

تقول بحرية، وهي تحتضن ابنها العائد بعد غياب بشدة: "كنت أعد الدقائق والساعات لرؤيته.. لم أتوقع أن يحصل هذا اللقاء أبداً"، وفقا لما أوردته وكالة فرانس برس، اليوم الخميس.

محمد، البالغ من العمر 25 عاماً، كان ضمن الآلاف الذين أُجلوا من حلب عام 2016 إثر تسوية مع القوات الحكومية، حيث عاش في مدينة عفرين، وعمل سائقاً لصهريج مياه، قبل أن يعود إلى مسقط رأسه، الذي تغيّرت ملامحه قليلاً لكن بقيت جذوره عميقة في ذاكرته.

فرحة مشوبة بالقلق

في المنزل المتواضع، جلست بحرية تمسك يدي ابنها وتقبلهما مراراً، وهي تقول بفرحة واضحة: “الله وحده يعلم فرحتي.. نذرت أن أصوم 7 أيام وأقدم الطعام لسبعة آخرين لو عاد إليّ”.

لكن الفرح لم يكتمل؛ فوالد محمد لا يزال في عداد المفقودين، إذ اعتُقل بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على مدينة حلب.

يقول محمد بحزن: “ما أتمناه الآن فقط هو عودة أبي.. لا نعرف شيئاً عنه”.

"لحظة لن تُنسى"

حال أحمد عرابي، الناشط الإعلامي، لم يختلف كثيراً، بعد 7 سنوات من الفراق، عاد إلى حلب لرؤية ابنته أسيل، يقول أحمد: “العودة كانت حلماً.. عندما رأيت ابنتي أخيراً، شعرت وكأنني أعيش أجمل لحظات حياتي”.

اصطحب أحمد طفلته إلى الحديقة، حيث قضيا وقتاً مليئاً بالضحك واللعب وسط ضجيج الأطفال وابتسامات الروّاد، يتمنى أن تحتفظ ابنته بهذه الذكرى الجميلة في قلبها، قائلاً: “هذه لحظات لن تُنسى بالنسبة لي كأب”.

"مستقبل غامض"

رغم مظاهر الفرح بعودة بعض الأهالي، يسيطر القلق على المدينة، ويخشى السكان من مضايقات قد يتعرضون لها في ظل التوترات الأمنية المستمرة

المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، أشار إلى أن التطورات الأخيرة تحمل معاني متباينة للسوريين، مطالباً بخفض التصعيد والبحث عن حل سياسي للنزاع.

أما أحمد فيختم، بالقول: “حلب حلم لكل حلبي.. هي أم وأصالة وتستقبل الجميع”.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية