إيمان يتحدى ألم الحرب.. كيف أعاد عيد القديسة بربارة الأمل لمسيحيي حلب؟
إيمان يتحدى ألم الحرب.. كيف أعاد عيد القديسة بربارة الأمل لمسيحيي حلب؟
رغم الظروف الأمنية والسياسية التي تمر بها مدينة حلب شمال سوريا، توافد العشرات من المسيحيين إلى حي السليمانية لإحياء عيد القديسة بربارة، الذي يعدّ مناسبة دينية بارزة لدى طائفة الأرمن الكاثوليك.
تيريز كالاغاسي، وهي من أبناء الطائفة وتبلغ من العمر 60 عاماً، أكدت أنها حرصت على حضور القداس رغم القلق الذي يعتري المدينة بعد سيطرة الفصائل المعارضة على أحيائها. بحسب وكالة فرانس برس.
وقالت: "رغم الظروف لدينا في حلب، أحببنا أن نكرر معايدتنا للقديسة بربارة... العيد يبقى عيدا رغم كل شيء، ونصلّي أن يعمّ السلام في بلادنا".
تطمينات من الفصائل المسيطرة
تأتي هذه الاحتفالات في ظل سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على معظم أحياء المدينة، مما أثار مخاوف لدى الأقلية المسيحية، التي لطالما رأت في النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد حامياً لها من الجماعات المتشددة.
وفي خطوة غير متوقعة، زار ممثلون عن الفصائل المعارضة ديراً ومستشفى يديرهما رجال دين مسيحيون، مؤكدين أنهم لن يتعرضوا للأهالي أو لممتلكاتهم.
وقال أحد المسيحيين من سكان المدينة: "ما أثار دهشتنا هو أن سلوكهم يختلف تماماً عما توقعناه.. كل الإشارات التي يرسلونها تهدف إلى القول إنهم ليسوا هنا لجعلنا نعاني".
رسائل تهدئة من قادة الفصائل
زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، سارع بدوره إلى طمأنة المسيحيين في حلب والمدن المحيطة، مشدداً على احترام التنوع الثقافي والديني في المدينة، التي وصفها بأنها "ملتقى للحضارات".
وفي بيان عبر منصة "تليغرام"، خاطب الجولاني مقاتليه قائلاً: "هدّئوا من روع أهلنا من كافة الطوائف.. إن حلب ستظل رمزاً للتنوع".
كما دعا أهالي مدينة محردة ذات الغالبية المسيحية في شمال غرب حماة إلى البقاء في منازلهم، متعهداً بحمايتهم والحفاظ على ممتلكاتهم.
مخاوف من استمرار النزاع
رغم هذه التطمينات، لا تزال المخاوف قائمة، حيث طالبت منظمات حقوقية ورجال دين بحماية المدنيين في المناطق التي تشهد تغييرات في السيطرة.
وفي تصريح لوسيلة إعلام إيطالية، دعا السفير البابوي في دمشق، الكاردينال ماريو زيناري، إلى تحييد المدنيين عن النزاع، مشيراً إلى أن الحرب تسببت في هجرة عشرات الآلاف من المسيحيين، ما أدى إلى فقدان الكنيسة لثلثي أتباعها في البلاد.