الفصائل المسلحة تسيطر على مدينة حماة السورية ودعوات أممية لحماية المدنيين

الفصائل المسلحة تسيطر على مدينة حماة السورية ودعوات أممية لحماية المدنيين
عناصر الفصائل المسلحة السورية

سيطرت الفصائل المسلحة السورية، بقيادة هيئة تحرير الشام، يوم الخميس على مدينة حماة، رابع أكبر مدن سوريا، بعد هجوم مباغت انطلق من معقلها في إدلب. 

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان اليوم الجمعة بأن غارات جوية استهدفت جسرا استراتيجيا يربط مدينة حماة بمدينة حمص، وقال "استهدفت طائرات حربية بغارات جوية جسر الرستن الذي يربط مدينة حمص بحماة... لقطع الطريق بين حماة وحمص وتأمين مدينة حمص".

وذكر أن "قوات الجيش السوري نقلت أكثر من 200 آلية عسكرية محملة بأسلحة وعتاد إلى مدينة حمص، لتعزيز مواقعها في منطقة الوعر وقرب الكليات العسكرية".

تصعيد عسكري 

أطلقت الفصائل المسلحة هجومها قبل أكثر من أسبوع، موقعة أكثر من 800 قتيل، بينهم 111 مدنيًا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتسبب التصعيد في نزوح عشرات الآلاف من سكان حمص وحماة، حيث ازدحمت الطرق المؤدية إلى الساحل السوري بمئات السيارات الفارة.

فيما أعلن وزير الدفاع السوري، علي محمود عباس، مساء الخميس، أن قوات الجيش أعادت انتشارها في محيط حماة، وأضاف أن هذا الإجراء "تكتيكي ومؤقت"، مؤكدًا استمرار العمليات العسكرية لاستعادة المدينة.

دور دولي متصاعد

في ظل المعارك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وقف إراقة الدماء، واصفًا الوضع بأنه “فشل جماعي مزمن”، بينما طالبت تركيا وروسيا وإيران بالعمل على حل سياسي عاجل.

حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش كل من يتمتع بالنفوذ على القيام بدوره من أجل الشعب السوري الذي عانى طويلا، مضيفا أنه من المؤلم رؤية هذا التشرذم التدريجي لسوريا.

وفي حديثه الخميس للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، أوضح الأمين العام أن عشرات الآلاف من المدنيين معرضون للخطر في منطقة مشتعلة بالفعل، وقال غوتيريش: "إننا نشهد الثمار المريرة لفشل جماعي مزمن لترتيبات خفض التصعيد السابقة في إنتاج وقف إطلاق نار وطني حقيقي أو عملية سياسية جادة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، هذا يجب أن يتغير".

وشدد على أنه بعد 14 عاما من الصراع، حان الوقت لجميع الأطراف للانخراط بجدية مع المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسون لوضع نهج جديد وشامل لحل هذه الأزمة بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، مضيفا: "بعبارة أخرى، استعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، وتلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري".

نزاع دامٍ

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.

ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.

وبات غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك.

ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.

وبعد مرور ثلاثة عشر عاما على اندلاع الأزمة، لا تزال سوريا تواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية