«هيومن رايتس» تطالب ببعثة أممية عاجلة لإعادة الأمن إلى هايتي

«هيومن رايتس» تطالب ببعثة أممية عاجلة لإعادة الأمن إلى هايتي
مطالبات بإعادة الأمن إلى هايتي

طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، الحقوقية مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات عاجلة للتصدي للأزمة المتفاقمة في هايتي من خلال تفويض وإطلاق بعثة أممية شاملة في أسرع وقت.

وشددت المنظمة في تقريرها لها، اليوم الاثنين، على أهمية أن تركز البعثة على تعزيز حقوق الإنسان، واستعادة الأمن، وسيادة القانون، وتحقيق الحوكمة الديمقراطية في البلاد.

وبلغت الأزمة في هايتي مستويات كارثية بعد تصاعد هجمات “العصابات الإجرامية المنظمة” التي استهدفت السكان والبنية التحتية الحيوية، ما أرهق الشرطة المحلية وأحبط مهام بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات MSS التي أقرها مجلس الأمن.

وأوضح التقرير أن نجاح البعثة الجديدة يتطلب وضع ضمانات صارمة لحقوق الإنسان لتفادي الإخفاقات والانتهاكات التي رافقت التدخلات الدولية السابقة في هايتي.

أوضاع متردية

وأفادت مديرة الأزمات والنزاعات في هيومن رايتس ووتش، إيدا ساوير، بأن سكان هايتي يعيشون في خوف دائم من هجمات العصابات، وقالت: "يواجه الملايين صعوبة بالغة في الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية".

وأضافت أن بعثة أممية شاملة تراعي حقوق الإنسان قد توفر للسكان فرصة حقيقية لإعادة بناء حياتهم بكرامة وأمل.

وطلب مجلس الأمن من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقديم مقترحات استراتيجية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والإنسانية في هايتي. 

وحثت هيومن رايتس ووتش غوتيريش على تقديم توصيات واضحة لتحويل بعثة MSS إلى مهمة أممية تركز على حقوق الإنسان والمساءلة، من أجل تحقيق الأمن وسيادة القانون.

نقص التمويل

أُنشئت بعثة MSS في أكتوبر 2023، وبدأت عملياتها المبدئية في يونيو 2024، لكنها واجهت تحديات كبيرة، فرغم دعم الولايات المتحدة وقيادة كينيا، عانت البعثة من نقص التمويل والموارد البشرية.

وأشارت التقارير إلى أن 97.4 مليون دولار فقط من أصل 600 مليون دولار مطلوبة قد تم توفيرها، ولم يُنشر سوى 400 فرد من أصل 2500 مخطط لهم.

في ظل هذه الظروف، واصل المسلحون سيطرتهم على نحو 85% من العاصمة بور أو برنس وضواحيها، وامتد نفوذهم إلى مناطق أخرى مثل أرتيبونيت، وأسفرت الهجمات منذ يناير حتى منتصف نوفمبر عن مقتل 4544 شخصًا، وتعرضت 4000 فتاة وامرأة لاعتداءات جنسية، بما في ذلك عمليات اغتصاب جماعي.

دعوات لتدخل أممي عاجل

أعربت شرطة هايتي عن عجزها عن مواجهة العصابات بسبب نقص المعدات واتهام بعض عناصرها بالتورط في انتهاكات أو ارتباطهم بالعصابات، ولم ينجح المجلس الانتقالي في استعادة سيادة القانون أو مكافحة الفساد أو وضع خطة للانتخابات.

وفي سبتمبر، طلبت الحكومة الهايتية رسميًا تحويل بعثة MSS إلى بعثة أممية متكاملة، وحظي هذا الطلب بدعم من الولايات المتحدة وكينيا ودول منظمة الدول الأمريكية (OAS) ومجموعة G7 وأعضاء مجلس الأمن وخبراء الأمم المتحدة المعنيين بحقوق الإنسان.

صرخات استغاثة

أجرت هيومن رايتس ووتش زيارة ميدانية إلى هايتي في يوليو، تلتها مقابلات عن بُعد مع عشرات الضحايا والناشطين والمسؤولين، ونقلت عن فتاة تبلغ 15 عامًا تجربتها المروعة بعدما فقدت والديها في هجوم لعصابة: “أيقظني أبي على أصوات الرصاص”.

وقالت: "علينا أن نهرب.. أثناء الفرار، أصيب والدي في رأسه وأمي في صدرها، طلبت مني الهرب، ولم أستطع سوى الفرار مع أختيّ الصغيرتين".

وأضافت: "نحتاج إلى من يساعدنا ضد هؤلاء المسلحين، ويقدم لنا الطعام والماء والدواء.. نحن عاجزون عن التحمل أكثر من ذلك".

مسؤولية دولية لاستعادة الاستقرار

أكدت إيدا ساوير أن الوقت قد حان لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها، قائلة: "عانى شعب هايتي طويلًا، وهذه فرصة لتصحيح المسار بتفويض بعثة أممية قوية تحترم حقوق الإنسان وتعيد الأمن وتوفر أساسًا مستدامًا للاستقرار".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية