غزة تحت الحصار.. الأطفال يموتون جوعاً والطواقم الطبية تواجه الرصاص
غزة تحت الحصار.. الأطفال يموتون جوعاً والطواقم الطبية تواجه الرصاص
تعيش غزة واحدة من أقسى مراحلها الإنسانية، حيث يشتد الحصار الإسرائيلي وتتراجع الخدمات الصحية إلى مستويات خطِرة، ويصبح الغذاء والدواء عملة نادرة في القطاع الذي يتعرض لعمليات عسكرية متواصلة منذ أكتوبر 2023.
وتكافح المستشفيات التي بقيت عاملة لإنقاذ الأرواح وسط نقص حاد في الإمدادات، في حين تتعرض الطواقم الطبية للاستهداف المباشر، وفي المقابل، يواصل السكان التمسك بالبقاء في منازلهم رغم الأخطار، في مشهد يعكس الصمود أمام ظروف لا إنسانية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الأحد.
وكشف الدكتور ياسر شعبان، المدير الطبي في مستشفى العودة، أن 80% من الأطفال الذين يستقبلهم المستشفى يعانون التجويع وسوء التغذية الحاد.
وأوضح أن هذه النسبة الصادمة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تضرب الفئات الأضعف في القطاع، وأن غياب الغذاء الكافي يهدد مستقبل جيل كامل.
تحذير من انهيار صحي
شدد المدير الطبي في مستشفى العودة، على أن النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية يهدد بانهيار شامل للنظام الصحي في قطاع غزة.
وأكدت جمعية الإغاثة الطبية أن إسرائيل تستخدم الجوع سلاحاً ضمن خطة ممنهجة، مشيرة إلى أن حجم الدمار واستهداف الطواقم الطبية يجعل إنقاذ الجرحى والمصابين مهمة شبه مستحيلة.
وأفاد مراسلون ميدانيون بأن مناطق الحي الياباني والإماراتي في خان يونس تشهد عودة تدريجية للسكان رغم استمرار القصف وأوامر الإخلاء، حيث أصر كثير من الأهالي على البقاء في مناطقهم، متحدّين الوضع الأمني الهش والظروف المعيشية القاسية.
حصيلة ضحايا الغارات
أعلنت المصادر الطبية عن سقوط 6 قتلى جراء الغارات الإسرائيلية منذ فجر اليوم، وفي جنوب خان يونس، حاصرت الآليات الإسرائيلية مجموعة من طالبي المساعدات قرب منتجع هابي ستي، ما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا.
واستقبل مستشفى العودة جثامين 8 قتلى و27 جريحًا خلال 24 ساعة بعد استهداف مدنيين جنوب وادي غزة، إضافة إلى قتيل وثلاث إصابات إثر قصف قرب نقطة توزيع المساعدات في شارع صلاح الدين، وهو ما يفاقم المأساة الإنسانية في أماكن يُفترض أن تكون آمنة.
واستشهد ضياء رسمي النجار، من طاقم جمعية البركة الجزائرية في خان يونس، أثناء أداء مهامه الإنسانية، ليكون شاهدًا جديدًا على أن العمل الإغاثي في غزة أصبح محفوفًا بالموت في كل لحظة.