أحلام تُطفأ وقيود تتضاعف.. طالبان تغلق معاهد التمريض أمام النساء
أحلام تُطفأ وقيود تتضاعف.. طالبان تغلق معاهد التمريض أمام النساء
لم يكن قرار استبعاد النساء من معاهد التمريض في أفغانستان سوى حلقة جديدة في سلسلة القيود التي تفرضها حكومة "طالبان" على النساء، ما تسبب في حالة من الذعر واليأس بين الطالبات اللاتي كنّ يسعين لتحقيق أحلامهن بمستقبل أفضل.
إرباك وغموض حول القرار
تقول سجا، طالبة تبلغ 22 عامًا، إنها شعرت وكأنها تعيش "كابوسا" عند سماعها الخبر، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس" الثلاثاء، فيما وجدت معاهد التمريض التي لجأت إليها آلاف النساء بعد منعهن من الجامعات، نفسها في حالة إرباك، إذ لم تُصدر الحكومة أي إعلان رسمي عن القرار، واكتفى المسؤولون بتحذيرات شفهية للمعاهد بفصل الطالبات حتى إشعار آخر.
وبينما أغلقت بعض المعاهد أبوابها فورًا، حاولت أخرى استكمال العملية التعليمية بشكل متسارع، حيث تُجبر الطالبات على إجراء امتحانات متعددة يوميًا في ظروف غير واضحة.
وتشير منظمة "نرويجيين أفغانستان كوميتي" إلى تعليق مؤقت لدروس 588 امرأة في معاهدها، وأكد خبراء أمميون أن استبعاد النساء من التعليم الطبي سيؤدي إلى معاناة صحية متزايدة، مع معدلات وفيات للأمهات والأطفال من بين الأعلى عالميًا.
حكايات اليأس والطموح
لطالبات التمريض قصص مفعمة بالأمل الذي تحطم؛ العديد منهنّ، مثل سجا وعسل، كنّ يطمحن لخدمة مجتمعاتهن عبر مهن كالقابلة، خاصة بعدما فقدن أمهات أو قريبات أثناء الولادة، وتقول عسل، الطالبة البالغة 20 عامًا: "لم يعد يُسمح لنا سوى بالتنفس".
القيود المفروضة على تعليم النساء في أفغانستان تعيد تهميشهنّ في المجتمع وتغلق أمامهنّ آخر نوافذ الأمل لتحقيق أحلامهن، ما يفاقم من معاناتهنّ ويضع مستقبل الأجيال القادمة في خطر.
أزمة إنسانية عنيفة
وتشهد أفغانستان أزمة إنسانية عنيفة منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في أغسطس 2021 في أعقاب حرب مدمّرة استمرّت 20 عاما، وتوقّف المساعدات الدولية التي تشكّل 75% من الميزانية الأفغانية.
عادت حركة طالبان للحكم مجدداً بعد مرور 20 عاماً من الإطاحة بها، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف عام 2001، بعد اتهامها بالضلوع في تنفيذ تفجيرات برجي التجارة العالميين الذي نفذه متشددون، تزامناً مع مخاوف دولية بتردي الوضع الإنساني والحقوقي والصحي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بشرعية نظام الحركة، ويشترط اتخّاذ الحركات خطوات ملموسة على صعيد احترام حقوق الإنسان لاستئناف المساعدات الدولية، وتتهدّد المجاعة ما يزيد على 55% من سكان أفغانستان، بحسب الأمم المتحدة.
ووفقا للأمم المتحدة، يعتمد 28 مليون شخص على المساعدات الإنسانية من أصل عدد سكان يقدر بنحو 37 مليون نسمة.
قيود صارمة على النساء
وفيما وعدت طالبان بنظام أكثر ليونة لدى عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، فرضت في المقابل قيودا صارمة على النساء، ما أدى إلى استبعادهن عن الحياة العامة.
وحظرت حكومة طالبان عمل النساء في المنظمات الإنسانية في البلاد.
وأغلقت ثانويات البنات منذ أكثر من عام في حين خسرت نساء وظائفهن في الحكومة ويتقاضين جزءا ضئيلا من مرتباتهن للبقاء في المنزل، كما منعت الفتيات من التعليم العالي.
ومُنعت النساء من الذهاب إلى الحدائق والصالات الرياضية والحمامات العامة، وتم منعهن من السفر دون محرم، ويتعين عليهن وضع الحجاب في الأماكن العامة.