«طالبان» تغلق قناة تلفزيونية وتعتقل 6 من موظفيها بتهمة التعامل مع وسائل إعلام «محظورة»
«طالبان» تغلق قناة تلفزيونية وتعتقل 6 من موظفيها بتهمة التعامل مع وسائل إعلام «محظورة»
أغلقت حكومة طالبان، قناة "آرزو تي في" الأفغانية في كابول، واعتقلت 6 من موظفيها بعد اتهام القناة باستخدام مكاتبها في دبلجة برامج اعتبرتها "مبتذلة"، لصالح “وسائل إعلام محظورة” تبث من خارج أفغانستان.
اتهامات رسمية بدعم وسائل إعلام منفية
وأصدرت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بياناً الخميس اتهمت فيه القناة بالتعاون مع وسائل إعلام أفغانية تعمل من الخارج بعد فرض قيود على أنشطتها داخل أفغانستان. وفقاً لوكالة فرانس برس.
وجاء في البيان: "بعض الأشخاص استخدموا اسم قناة آرزو تي في للقيام بأعمال تتعارض مع القيم الإسلامية والتقاليد الوطنية، بدعم مالي من وسائل إعلام منفية".
تفاصيل عملية الإغلاق والاعتقال
بحسب موظفي القناة، اقتحم 8 من مسؤولي طالبان، بينهم مسلح، مكاتب القناة صباح الأربعاء، وقاموا بفصل الموظفين الرجال عن النساء، وصادروا هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية.
وأفاد موظف آخر بأن المعتقلين الستة لا يزالون قيد التحقيق لدى وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحتى ظهر الخميس، ظل بث قناة "آرزو تي في" متوقفاً.
وتأسست القناة عام 2006 في مدينة مزار شريف، وتركز على إنتاج الأخبار، والأفلام الوثائقية، والمسلسلات الإسلامية المدبلجة من اللغة التركية، ويعمل في مكتبها في كابول نحو 70 موظفاً، وفقاً لمركز الصحفيين الأفغان.
أوضاع الإعلام في أفغانستان
وتزامناً مع إغلاق القناة، كشف تقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان أن الصحفيين والمنابر الإعلامية يعملون تحت قيود صارمة ورقابة مشددة.
وفي تصريح حكومي، أكد ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة طالبان، أنه لا توجد قيود على الصحفيين طالما أنهم يلتزمون بـ"المصلحة الوطنية والقيم الإسلامية" ويتجنبون نشر "الشائعات".
وفي وقت سابق، أوضحت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، أن الصحفيين مضطرون للتعامل مع "قواعد غامضة" حول ما يمكن تغطيته، ما يعرضهم لخطر الاحتجاز التعسفي أو الترهيب.
ودعت الأمم المتحدة إلى تحسين بيئة العمل الصحفية وضمان الحماية للصحفيين الذين يُعتبرون "رأس الحربة في كشف الحقيقة وضمان المساءلة".
من جانبه، طالب فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، بضرورة حماية العاملين الأفغان في الإعلام لدورهم المحوري في تعزيز الشفافية.
تستمر الضغوط على وسائل الإعلام الأفغانية منذ سيطرة طالبان على الحكم في عام 2021، حيث تتزايد المخاوف بشأن حرية التعبير وحقوق الصحفيين، الذين يعملون في ظل بيئة من التضييق والرقابة، ما يهدد استمرارية الصحافة الحرة في البلاد.