غير بيدرسن: سوريا تواجه خطر اندلاع حرب أهلية جديدة

حذّر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، من احتمالية اندلاع "حرب أهلية جديدة" إذا لم تسعَ الحكومة الانتقالية إلى تنفيذ عملية شاملة تضم جميع الأطراف. 

وأعرب بيدرسن في مقابلة مع وكالة فرانس برس أمس الأربعاء، عن قلقه من تطورات الأوضاع في سوريا، قائلاً: "إن المرحلة الانتقالية قد تؤدي إلى تناقضات واضطرابات داخلية جديدة، وربما إلى حرب أهلية جديدة".

وأكد رئيس الحكومة الانتقالية، محمد البشير، أن تحالف الفصائل السورية بقيادة هيئة تحرير الشام يعتزم ضمان حقوق جميع الطوائف والأديان في سوريا، داعياً اللاجئين السوريين إلى العودة. 

وقال البشير، الذي سيقود الحكومة حتى مارس 2025، في تصريح لصحيفة "كورييري دي لا سيرا" الإيطالية: "جوهر الإسلام تمّ تحريفه، وسنضمن حقوق جميع الناس والطوائف"، لكنه أقرّ بأن أخطاء الجماعات الإسلامية أسهمت في ربط الإسلام بالإرهاب.

ردود فعل على تعيين البشير

وأثار تعيين البشير انتقادات بين السوريين، إذ يخشى البعض أن يكون ذلك وسيلة لاحتكار السلطة في البلاد، بعد انتهاء حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد. 

وأوضح بيدرسن أن السلطات الانتقالية مطالبة بتقديم رؤية واضحة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. 

وأكد أن إشارات أولية تشير إلى إدراك هذه السلطات أهمية عملية شاملة تضم النساء ومختلف قطاعات المجتمع والفصائل المسلحة.

تحذيرات من التدخلات الدولية

شدد بيدرسن على أهمية عدم تدخل أي طرف دولي بطرق تعرقل العملية الانتقالية، قائلاً: "هناك الكثير على المحك، ومن الضروري أن تبعث الفصائل المسلحة رسائل تطمئن جميع الطوائف والمجتمع الدولي". 

وأضاف أن عدم تحقيق الشمولية قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية وردود فعل سلبية من الدول المجاورة.

التوترات في الجولان

اتهم بيدرسن إسرائيل بانتهاك هدنة 1974 بإرسال قوات إلى المنطقة العازلة شرق مرتفعات الجولان المحتلة. 

وقال: "هذا انتهاك واضح للاتفاق واعتداء على سيادة سوريا ووحدة أراضيها".

وأدت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد إلى تشكيل حكومة انتقالية بقيادة الفصائل السورية المعارضة، وسط انقسام دولي حول دعم هذه العملية، وتستمر المخاوف من عودة الاضطرابات، خصوصًا في ظل وجود مصالح دولية متشابكة تزيد من تعقيد الأوضاع.