إلغاء قمة السلام بين رواندا والكونغو بعد تعثر المفاوضات

أعلن ماريو جورجي، المسؤول الإعلامي في الرئاسة الأنغولية أنه تم إلغاء قمة السلام التي كان من المقرر عقدها اليوم الأحد في العاصمة لواندا بين رئيسي رواندا، بول كاغامي، والكونغو الديمقراطية، فيليكس تشيسيكيدي.

وجاء الإلغاء بعد تعثر المحادثات التمهيدية بين وزيري خارجية البلدين، حيث اختلف الطرفان حول ضرورة التفاوض مع حركة “إم 23” المتمردة في شرق الكونغو، وفقا لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. 

جهود السلام تواجه عقبات

كانت القمة تهدف إلى إحياء مسار السلام في شرق الكونغو، الذي يعاني من نزاع دامٍ مستمر منذ ثلاثة عقود، ومع تعثر المحادثات، يبقى مستقبل استقرار المنطقة مرهونًا بحلول سياسية أكثر فاعلية وتنازلات متبادلة من الطرفين.

وتعتبر كيغالي أن التفاوض المباشر مع الحركة هو الحل، فيما تصف كينشاسا الحركة بأنها "أعداء الجمهورية"، مؤكدة ضرورة التفاوض مع رواندا مباشرة بسبب دعمها للمتمردين.

النزاع مع حركة "إم 23"

تُعرف حركة "إم 23" المسلحة، المدعومة من كيغالي، بسيطرتها على مساحات واسعة من شرق الكونغو منذ نوفمبر 2021. وعلى الرغم من اتفاق لوقف إطلاق النار أُبرم في أغسطس الماضي، فإن الحركة استأنفت هجماتها مؤخرًا، مما أدى إلى السيطرة على مناطق جديدة في إقليم شمال كيفو.

أزمة إنسانية في شرق الكونغو

تشهد غوما، عاصمة إقليم شمال كيفو، وضعًا متأزمًا إذ تُحاصرها حركة "إم 23" مدعومة بوحدات من الجيش الرواندي، مما يهدد أكثر من مليون نسمة، ويزيد معاناة النازحين الذين يقدر عددهم بمليون شخص يعيشون في مخيمات بالمنطقة.

يذكر أنه تنشط أكثر من 120 ميليشيا في شرق الكونغو الديمقراطية منذ نحو ثلاثين عامًا، بينها متمردو "القوات الديمقراطية المتحالفة" التي يقول تنظيم داعش الإرهابي إنها فرعه في وسط إفريقيا.

وبحسب تقارير أممية، ناهز عدد النازحين في الكونغو الديمقراطية ما يقرب من 7,5 مليون شخص، يضاف إليهم أكثر من مليون عبروا الحدود بحثا عن ملاذ آمن في البلدان المجاورة.

وأشار تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في تقرير له، إلى أن "أكثر من 80% من عمليات النزوح في صفوف سكان الكونغو الديمقراطية سببها الهجمات والمواجهات المسلّحة" الناجمة عن الأنشطة غير المشروعة لجماعات مسلّحة محلّية وأجنبية تنشط في هذه المنطقة من البلاد.