«نيويورك تايمز»: دعاوى التشهير سلاح بيد ترامب وحلفائه ضد وسائل الإعلام

«نيويورك تايمز»: دعاوى التشهير سلاح بيد ترامب وحلفائه ضد وسائل الإعلام
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب

هددت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشن سلسلة من الدعاوى القضائية ضد وسائل الإعلام التي انتقدت أداءه أو أداء مرشحيه.

جاءت هذه التهديدات عبر عدة وسائل، منها تقارير بثتها شبكة "CNN"، ومكالمات هاتفية، بالإضافة إلى رسائل إلكترونية مكتوبة، وفقا لتقرير نشرته اليوم الإثنين صحيفة "نيويورك تايمز".

وعكست التهديدات رغبة واضحة في تقييد التغطية الصحفية السلبية، حيث ناقش ترامب وحلفاؤه، خلال حملته وبعدها، إمكانية استدعاء الإعلام إلى المحاكم، ومقاضاة الصحفيين، بل وسحب تراخيص البث من شبكات التلفزيون، ووقف تمويل الإعلام العام.

صعوبة كسب دعاوى التشهير

وواجه ترامب صعوبة في كسب دعاوى التشهير باعتباره شخصية عامة، حيث فرض القضاء الأمريكي معايير صارمة لإثبات التشهير، حيث يُلزم المدعي بإثبات أن الناشر كان على علم بكذب المعلومات أو تجاهل صحتها بإهمال جسيم.

وسعى ترامب وحلفاؤه إلى إضعاف هذه القاعدة القانونية رغم استمرار استخدامها كحاجز أمام دعاوى التشهير.

ولم تمنع هذه الصعوبة بعض السياسيين ورجال الأعمال من استخدام التهديد برفع دعاوى التشهير كأداة لترهيب الصحفيين وإجبارهم على التراجع عن تغطيتهم الناقدة.

تسوية مع شبكة ABC

توصل ترامب إلى تسوية مع شبكة "ABC News"، التي وافقت على دفع 15 مليون دولار لصالحه، بعد أن رفع دعوى تشهير ضدها وضد مذيعها جورج ستيفانوبولوس، حيث بدأت القضية عندما صرّح ستيفانوبولوس بشكل غير دقيق بأن ترامب أُدين بتهمة "الاغتصاب" في محاكمة مدنية بنيويورك، لاحقًا أكد القاضي أن تعريف الاغتصاب في ولاية نيويورك يختلف قانونيًا، وأن ترامب أُدين فقط بالاعتداء الجنسي.

وأثارت هذه التسوية موجة من الانتقادات لشبكة "ABC News"، حيث اعتبر البعض أنها خضعت لضغوط ترامب دون مبرر، ودفع هذا القرار العديد من الخبراء للتساؤل عما إذا كانت هذه الخطوة ستشجع ترامب وغيره على تكثيف هجماتهم ضد الإعلام، في ظل تراجع الثقة بالمؤسسات الإعلامية.

وتوقعت المحامية إليزابيث ماكنمارا تصاعد استخدام دعاوى التشهير كأداة ضغط، مؤكدة أن البيئة السياسية الحالية تشجع هذا التوجه.

تهديدات ضد الصحفيين

واصل محامو ترامب وحلفاؤه تهديد الصحفيين بدعاوى التشهير، شمل ذلك مرشح ترامب لوزارة الدفاع بيت هيجسث، الذي اتُهم بالاعتداء الجنسي عام 2017، لكنه أنكر التهمة وأبرم تسوية سرية، وحذر محامي هيجسث من أن تكرار هذه الاتهامات سيواجه بدعاوى قضائية.

ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، أرسل محامو هيجسث رسائل تحذيرية إلى مجلات مثل "فانيتي فير" و"ذا نيويوركر" بشأن مقالات تتناول ماضيه الشخصي، ورغم هذه التهديدات، نشرت المجلات المقالات دون تعديل.

استخدام سياسي 

استغل كاش باتيل، المرشح لرئاسة مكتب التحقيقات الفيدرالي، تهديدات التشهير لأغراض سياسية، وتعهد باستخدام منصبه لملاحقة الإعلاميين الذين اتهمهم بالكذب والمساعدة في "تزوير الانتخابات" لصالح جو بايدن.

هدد باتيل أيضًا أوليفيا تروي، مساعدة نائب الرئيس السابق مايك بنس، بسبب تصريحات وصفت فيها باتيل بالكاذب، طالب محاميه بتراجع علني، مهددًا بإجراءات قضائية في حال عدم الاستجابة.

التقاضي المستمر ضد الإعلام

استمر ترامب في رفع دعاوى قضائية ضد الإعلام منذ عقود، حاليًا، يقاضي مجلس جوائز بوليتزر و"CBS News" بسبب تقارير اعتبرها مضللة.

وهدد أيضًا "نيويورك تايمز" قبل الانتخابات التي جرت في نوفمبر، مطالبًا بسحب مقالات معينة، لكن الصحيفة دافعت عن تقاريرها باعتبارها ممارسة لحرية الصحافة.

وتخلص الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه الإجراءات تكشف أن ترامب وحلفاءه عازمون على استخدام القضاء كأداة لإسكات التغطية الناقدة، مما يضع حرية الصحافة على المحك.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية