«فرانس برس»: القامشلي تشهد تظاهرات داعمة للإدارة الذاتية الكردية ورفضاً للتدخل التركي
«فرانس برس»: القامشلي تشهد تظاهرات داعمة للإدارة الذاتية الكردية ورفضاً للتدخل التركي
شهدت مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا، مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف للتعبير عن دعمهم للإدارة الذاتية الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، ورفضهم التدخل التركي في المنطقة، وذلك في أعقاب تصاعد التوترات الإقليمية وبعد مواجهات مستمرة بين الفصائل المسلحة وقوات سوريا الديمقراطية.
وحدة سوريا ورفض التدخلات
رفع المتظاهرون خلال احتجاجهم الخميس، أعلام الانتفاضة الديمقراطية لعام 2011 وعلم الإدارة الذاتية، إلى جانب أعلام قوات سوريا الديمقراطية، مرددين هتافات من قبيل: "الشعب السوري واحد" و"لا للحرب ونعم للسلام في سوريا المستقبل"، كما هتفوا ضد التدخلات التركية، مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية التي تعرف بـ"روجآفا"، بحسب وكالة فرانس برس.
وقال مظلوم أحمد، أحد سكان القامشلي: "خرجنا اليوم لنساند قواتنا، في سوريا الجديدة يجب أن تُصان حقوقنا؛ نحن أبناء هذه الأرض منذ آلاف السنين".
التوترات المستمرة
تأتي هذه التظاهرات بعد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 21 مقاتلاً من الفصائل الموالية لتركيا خلال هجوم قرب منبج، ورغم تمديد وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية، اتهمت قوات سوريا الديمقراطية تركيا بعدم الالتزام، مؤكدة استمرار الهجمات التركية على المناطق الحدودية، خاصة في محيط بلدة كوباني.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية استعدادها "للتصدي لأي هجوم أو استهداف لمناطقنا"، مشيدة بمشاركة سكان كوباني في المقاومة والدفاع عن أراضيهم.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التركية استمرار استعداداتها العسكرية على الحدود السورية، مشددة على ضرورة "إلقاء السلاح" من قبل المقاتلين الأكراد.
أصوات تنادي بالعدالة والمساواة
صالحة كلش، إحدى المشاركات في التظاهرة، أكدت أهمية الوحدة الوطنية، قائلة: "يجب أن يكون الشعب السوري شعبًا واحدًا... نريد سوريا ديمقراطية حيث العدالة والمساواة، وقد حان الوقت لتحقيق ذلك".
بينما صرح القائد العسكري لهيئة تحرير الشام، أبو حسن الحموي، بأن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "ستُضّم" إلى الإدارة الجديدة للبلاد، مشددًا على رفض أي شكل من أشكال الفيدرالية.
تهميش وصراع من أجل الحقوق
لطالما عانى الأكراد خلال عقود من سياسات التهميش، التي تضمنت حظر لغتهم وسحب الجنسية من العديد منهم، ومع اندلاع النزاع السوري، تمكن الأكراد من إقامة إدارة ذاتية في شمال شرق البلاد، وشكلوا قوة رئيسية في قتال تنظيم داعش.
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات متزايدة لتحقيق حل سياسي شامل في سوريا، يحفظ حقوق جميع الأطياف ويضمن العدالة والمساواة.