بين الفرح والحذر.. مسيحيو إسرائيل يحتفلون بميلاد السلام في مواجهة الحرب
بين الفرح والحذر.. مسيحيو إسرائيل يحتفلون بميلاد السلام في مواجهة الحرب
رغم تداعيات الحرب وآثار القصف الأخيرة، زينت مدن حيفا والناصرة والبلدات المسيحية في إسرائيل شوارعها وميادينها للاحتفال بعيد الميلاد، في مشهد يعكس تمسك السكان برسائل السلام والمحبة التي يحملها هذا العيد.
في حيفا، ارتدى شارع الجبل، المعروف عربيًا بشارع بن غوريون، حلّة العيد بفضل زينة بلدية المدينة التي نصبت شجرة ميلاد كبيرة وأضاءت حي وادي النسناس العربي وسوقه الشعبي، وشهد الشارع ازدحامًا بالمحتفلين، من بينهم أطفال يحملون بالونات مضيئة وأسر تستمتع بالمأكولات التقليدية بحسب فرانس برس.
وأوضح رجا زعاترة، عضو بلدية حيفا، أن الفعاليات الميلادية تشمل عروضًا فنية وموسيقية للأطفال والكبار بدعم من البلدية، مشيرًا إلى أهمية إدخال البهجة إلى قلوب الناس بعد شهور صعبة من الحرب.
شجرة الأمنيات
في الناصرة، نصب سكان المدينة "شجرة الأمنيات" المزيّنة بألوان العلم الفلسطيني وكلمات السلام بعشر لغات، لتعكس رسائل العيد وسط الظروف الصعبة، وقال رئيس طائفة الروم الأرثوذكس، بسيم عصفور: "رسالة الميلاد هي السلام والمحبة، ونحن نحتفل بمبادئه داخل أسوار الكنيسة حفاظًا على هيبة المناسبة في ظل الأوضاع الراهنة".
كما أكد الأب إبراهيم صباغ، راعي رعية البشارة للاتين، أن الاحتفالات بعيد الميلاد اقتصرت على الصلوات والطقوس الدينية احترامًا للمتألمين في غزة والضحايا الآخرين.
الاحتفال تحت القيود
في بلدة معليا الحدودية، اقتصرت الاحتفالات على إضاءة شجرة الميلاد وتنظيم فعاليات صغيرة، بسبب قيود الجبهة الداخلية على التجمعات، وأوضح رئيس المجلس المحلي، إيليا العبد، أن الحرب الأخيرة أثرت على الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن السكان فضلوا إقامة احتفالات بسيطة لتجنب أي تعقيدات أمنية.
رغم القيود والتحديات، استمرت مظاهر الفرح في مدن وبلدات إسرائيلية، حيث حرص السكان على نشر الأمل والبهجة، في محاولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها وسط أجواء تسودها رسائل المحبة والسلام.
وتتزايد الدعوات الدولية إلى ضرورة وقف العنف الإسرائيلي المتواصل بشكل يومي وحماية المدنيين في غزة.
وتشدد الأطراف الفلسطينية على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف الهجمات الإسرائيلية ورفع الحصار عن القطاع، لضمان توفير المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين.
اندلاع الحرب
اندلعت الحرب في غزة عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل 1,208 أشخاص في إسرائيل.
وردّت إسرائيل بعمليات قصف بري وجوي مكثفة على القطاع، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، وفق إحصائيات وزارة الصحة بغزة، التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.