«الأرصاد الجوية اليابانية»: نوفمبر الأشد حرارة في البلاد منذ 30 عاماً
«الأرصاد الجوية اليابانية»: نوفمبر الأشد حرارة في البلاد منذ 30 عاماً
رجحت الأرقام الأولية الصادرة عن وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، أن يكون عام 2024 الأكثر ارتفاعًا في متوسط درجات الحرارة، وهو ما سيكون العام الثاني على التوالي لتسجيل هذا المستوى المرتفع.
وأفادت الوكالة اليابانية في بيان لها، اليوم الأربعاء، بأن متوسط درجات الحرارة حتى شهر نوفمبر الماضي كان أعلى بمقدار 1.64 درجة مئوية عن المتوسط السنوي لفترة الثلاثين عامًا المنتهية في عام 2020.
وأوضحت الوكالة أن هذا الرقم يمثل أعلى مستوى مسجل منذ بدء إصدار البيانات المناخية عام 1898، متجاوزًا حتى متوسط درجات الحرارة لعام 2023، الذي كان بدوره أعلى من المتوسط بمقدار 1.29 درجة مئوية.
أسباب الارتفاع
وأرجعت وكالة الطقس اليابانية هذا الارتفاع إلى تيارات الهواء الدافئ القادمة من الرياح الغربية، والتي تحركت شمالًا أكثر من المعتاد، بالإضافة إلى التأثير المتزايد لظاهرة الاحتباس الحراري التي تفاقمت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
وأكدت البيانات أن اليابان شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، حيث كانت السنوات الخمس الممتدة بين 2019 و2023 الأكثر دفئًا على الإطلاق، مما يعكس نمطًا واضحًا لتغير المناخ في البلاد.
يأتي هذا التصعيد في درجات الحرارة ليضع تحديات كبيرة أمام اليابان، من بينها مواجهة التأثيرات البيئية والاقتصادية والصحية الناجمة عن ارتفاع الحرارة، وهو ما يتطلب جهودًا متواصلة للتكيف مع هذه التغيرات المناخية المتسارعة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية شديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.