أزمة الاحتباس الحراري.. الأرض تختنق تحت وطأة ثاني أكسيد الكربون
أزمة الاحتباس الحراري.. الأرض تختنق تحت وطأة ثاني أكسيد الكربون
كشفت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، عن مؤشرات مناخية صادمة تؤكد أن كوكب الأرض يقترب من مرحلة حرجة في أزمة الاحتباس الحراري، إذ سجّلت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الجو خلال عام 2024 أعلى زيادة منذ بدء القياسات الحديثة قبل نحو سبعة عقود.
ويأتي هذا التحذير بينما تتواصل السياسات البطيئة في خفض الانبعاثات رغم الكوارث المناخية المتكررة حول العالم، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء.
وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن العام الماضي شهد ارتفاعاً قياسياً في مستويات الغازات الدفيئة الثلاثة الأساسية -ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز- لتصل جميعها إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الرصد عام 1957.
وأشارت النشرة السنوية للمنظمة إلى أن الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية والاحتراق الكثيف للوقود الأحفوري، إلى جانب اتساع حرائق الغابات، تمثل الأسباب الرئيسية وراء هذا الارتفاع الحاد.
وحذّرت من تراجع قدرة الأنظمة البيئية البرية والمحيطات على امتصاص الكربون، ما يهدد بدخول الكوكب في "حلقة مناخية مفرغة" تتسارع فيها الكوارث الطبيعية مع ارتفاع درجات الحرارة وفقدان الموارد الطبيعية.
عام 2024.. الأكثر حرارة
أكدت المنظمة أن عام 2024 كان الأكثر سخونة على الإطلاق، متجاوزاً بذلك الرقم القياسي المسجّل في عام 2023، في مؤشر واضح على أن الجهود العالمية لخفض الانبعاثات لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب.
وقالت كو باريت، مساعدة الأمين العام للمنظمة، في بيان رسمي إن "الحرارة الناجمة عن تراكم ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى تُفاقم من الظواهر الجوية القاسية"، مشيرة إلى أن موجات الجفاف والفيضانات والعواصف أصبحت أكثر تواتراً وشدة، ما يهدد الأمن الغذائي والمائي في مناطق شاسعة من العالم.
وحذّرت باريت كذلك من أن أزمة المناخ لم تعد قضية بيئية فحسب، بل أصبحت تهديداً مباشراً للاقتصاد العالمي، مؤكدةً أن استمرار الارتفاع في مستويات الانبعاثات سيؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة، خصوصاً في الدول النامية التي تعتمد على الزراعة والسياحة والموارد الطبيعية.
وقالت في تصريحها: "من الضروري تقليص الانبعاثات فوراً، ليس من أجل المناخ فقط، بل من أجل أمننا الاقتصادي ورفاهية أجيال المستقبل".
نداء لإنقاذ الكوكب
تطالب الأمم المتحدة الحكومات الصناعية الكبرى باتخاذ إجراءات أكثر جرأة وسرعة للحد من استخدام الفحم والنفط والغاز، وتعزيز الاستثمارات في الطاقة النظيفة، إلى جانب حماية الغابات والمحيطات التي تمثل رئة الكوكب الطبيعية.
ويؤكد الخبراء أن العالم يسير بوتيرة خطيرة نحو تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهي النقطة التي يعتبرها العلماء خطاً أحمر سيقود إلى تغيرات مناخية لا رجعة فيها.
وبين الوعود السياسية والتحذيرات العلمية، يبدو أن كوكب الأرض يواجه لحظة حاسمة في معركته مع تغيّر المناخ، وإذا لم يتحرك العالم بسرعة لتقليص الانبعاثات، فقد يجد نفسه أمام مستقبل غير قابل للحياة، حيث يصبح الهواء أثقل، والمحيطات أدفأ، والمواسم أكثر قسوة من أي وقت مضى.