مسؤول فلسطيني: تشغيل محطة تحلية المياه بغزة حل إنساني يتطلب الاستدامة

مسؤول فلسطيني: تشغيل محطة تحلية المياه بغزة حل إنساني يتطلب الاستدامة
محطة تحلية المياه في دير البلح- أرشيف

عادت محطة تحلية المياه في دير البلح إلى العمل مجددًا، في ظل الحرب المستمرة التي دمرت قطاع غزة لأكثر من 15 شهرًا، ما يوفر بصيص أمل للسكان المحاصرين.

وأكد محمد ثابت، المسؤول الإعلامي لشركة توزيع الكهرباء في غزة في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، أن الجهود المشتركة بين منظمة اليونيسف وسلطة الطاقة الفلسطينية نجحت في إصلاح خطوط الكهرباء الإسرائيلية التي تغذي المحطة.

وأشار إلى أنه رغم أهمية هذه الخطوة، فإن تأثيرها على توفير مياه الشرب ما زال محدودًا، خاصة مع حاجة أكثر من مليون نازح في مناطق وسط وجنوب القطاع بحسب وكالة فرانس برس.

إنتاج محدود 

تنتج المحطة حاليًا حوالي 16 ألف متر مكعب يوميًا، وهي كمية تكفي لتوفير مياه الشرب لنحو 600 ألف نازح فلسطيني في غزة، ومع ذلك، تبقى هذه الكمية قليلة مقارنة بالاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.

وقالت منظمة "واش كلاستر" الإنسانية إن الوضع الحالي ساهم في تفشي الأمراض بين النازحين مثل التهاب السحايا وشلل الأطفال، وهو ما تسعى المحطة للحد منه جزئيًا.

جهود إنسانية 

أكدت اليونيسف في يونيو الماضي أنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل لإعادة تزويد المحطة بالكهرباء، كما أعلنت هيئة "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، ربط المحطة بشبكة الكهرباء مجددًا بعد إصلاح الخط الذي تضرر جراء القصف.

ووفقًا لمحمد ثابت، استغرقت الفرق الفنية في غزة 5 أشهر لإصلاح الخط القادم من حاجز كيسوفيم العسكري، بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي ومنظمات أممية.

ورغم استئناف تشغيل المحطة، شدد ثابت على أن هذه حلول مؤقتة، مطالبًا بحلول دائمة لتوفير الكهرباء والمياه لمليوني نازح، وقال: "نريد وقف الحرب، وإعادة عجلة الحياة إلى القطاع".

مستقبل غزة

تؤكد مصادر دبلوماسية أن هذا المشروع يظهر قدرة السلطة الفلسطينية على التدخل في إدارة القطاع مستقبلاً، حيث عملت طواقمها على إصلاح الخطوط بالتنسيق مع مختلف الجهات، وتسعى السلطة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس، لاستعادة نفوذها في غزة بعد تراجع دورها منذ تولي حماس السلطة في 2007.

وتعاني غزة من أزمة مياه خانقة منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023، إذ أدى القصف الجوي والمدفعي إلى تدمير شبكات توزيع المياه، وأصبح الحصول على المياه وتوزيعها أمرًا محفوفًا بالمخاطر، مما ترك السكان يعانون من نقص حاد في هذا المورد الأساسي.

ورغم الخطوة الإيجابية في إعادة تشغيل المحطة، تظل الأوضاع الإنسانية في غزة متدهورة، مع استمرار النزاع وانعدام الاستقرار، ومع كل جهود الإغاثة، يبقى الحل الحقيقي مرهونًا بوقف دائم للحرب وتحقيق حلول مستدامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية