«أوتشا»: السلطات الإسرائيلية تعرقل جهود الإغاثة في غزة وسط أوضاع إنسانية متدهورة
«أوتشا»: السلطات الإسرائيلية تعرقل جهود الإغاثة في غزة وسط أوضاع إنسانية متدهورة
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن السلطات الإسرائيلية تواصل عرقلة غالبية بعثات المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة في ظل أوضاع إنسانية متدهورة يعيشها سكان القطاع جراء استمرار الحرب.
وأوضح المكتب في تقرير صدر الخميس أنه من بين 12 طلباً لتنسيق التحركات الإنسانية يوم الأربعاء، رُفضت ستة طلبات تماماً، فيما ألغى المنظمون ثلاثة طلبات بسبب تحديات أمنية ولوجستية، بينما واجه طلب واحد عوائق رغم الموافقة عليه، وتم تسهيل طلبين آخرين فقط، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأكدت "أوتشا" أن محاولتين للوصول إلى المناطق المحاصرة في شمال غزة، واحدة يوم أمس وأخرى اليوم، قوبلتا بالرفض، مما يزيد من صعوبة تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضرراً.
أزمة غذائية حادة في القطاع
وأشارت الأمم المتحدة في بيان إلى تفاقم الأزمة الغذائية في غزة، حيث لم تعد معظم الأسر قادرة على تحمل تكلفة المواد الغذائية الأساسية، وأفادت بأن سعر كيس دقيق القمح الذي يزن 25 كيلوغراماً يتراوح بين 160 و190 دولاراً، مما يجعل الوصول إلى الغذاء تحدياً كبيراً.
وأوضح التقرير أن الشركاء الإنسانيين بحاجة إلى عشرة آلاف طن متري من دقيق القمح لتوزيع كيس واحد على جميع الأسر في دير البلح وخان يونس ورفح، محذراً من تفاقم انعدام الأمن الغذائي في المناطق الوسطى والجنوبية دون هذا الدعم.
استمرار القتال وأثره على المدنيين
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بتلقيه تقارير يومية بمقتل وإصابة المدنيين نتيجة الأعمال العدائية المستمرة في غزة، والتي تتسبب أيضاً في تدمير واسع النطاق وتشريد السكان.
وشددت الوكالة الأممية على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، ووقف استهدافها في النزاع.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.300 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.