أطول رجل في العالم يناشد الحكومة البريطانية لدعم الفئات الأكثر ضعفاً
أطول رجل في العالم يناشد الحكومة البريطانية لدعم الفئات الأكثر ضعفاً
عندما لجأ حسين بيساد إلى بريطانيا قبل 23 عامًا هاربًا من الصراع في الصومال، لم يكن يدرك أن حياته ستتغير بشكل جذري ليس فقط بسبب ظروف اللجوء، ولكن أيضًا بسبب طوله الفريد الذي سلط عليه الأضواء الإعلامية العالمية.
بعد 5 أشهر فقط من وصوله إلى المملكة المتحدة، قامت موسوعة غينيس للأرقام القياسية بقياس طوله الذي بلغ 2.3 متر، مما جعله في ذلك الوقت أطول رجل حي في العالم، ولم تكن هذه الشهرة سوى بداية لرحلة مليئة بالتحديات الصحية والنفسية وفقاَ لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
يعاني بيساد من حالة نادرة تُعرف بمرض ضخامة الأطراف، حيث ينتج الجسم كميات زائدة من هرمون النمو، ورغم أن هذا الرقم القياسي من الطول جلب له شهرة عالمية، فإنه تسبب أيضًا في مشاكل صحية كبيرة.
تحديات صحية
في عام 2016، دخل بيساد في غيبوبة استمرت ستة أشهر نتيجة إصابته بالتهاب السحايا وفقر الدم، وبعد تعافيه، عاش بين عامي 2017 و2024 في دار رعاية وصفها بأنها "فترة مظلمة".
أشار بيساد إلى صعوبة التعايش في الدار، خاصة خلال جائحة كوفيد-19، حيث طُلب من النزلاء البقاء في غرفهم، وكانت غرفته الضيقة تحديًا إضافيًا بسبب طوله وسريره الخاص الذي بلغ طوله 2.75 مترًا، مضيفاً: "لم يكن المكان يشعرني بالاستقلالية، كنت أشعر وكأنني في سجن".
صوت للمعاناة والأمل
يدعو بيساد الحكومة البريطانية إلى تقديم دعم أكبر للفئات الضعيفة، خاصة الشباب وأصحاب الأمراض الجسدية والنفسية قائلاً: "على الحكومة أن تكون أكثر تعاطفًا مع الأشخاص المعرضين للخطر".
وطالب بضرورة تسهيل الإجراءات للحصول على الدعم المالي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن القواعد الحالية قد تحرم المحتاجين من حقوقهم بسبب تعقيدها.
اليوم، يعيش بيساد حياة مستقلة بعد انتقاله إلى منزله الخاص، ورغم التحديات المستمرة، بما في ذلك تكلفة الملابس والأحذية المصممة خصيصًا لطوله وحجمه.
ويعبر عن سعادته بالعيش بعيدًا عن صخب دور الرعاية قائلاً: "أنا سعيد جدًا الآن لأنني أعيش بمفردي. لدي منزلي الخاص، وهذا يعني الكثير بالنسبة لي".
رغم المصاعب، يظل حسين بيساد مثالًا على قوة الصمود في وجه التحديات، وتسلط قصته الضوء على أهمية تحسين نظم الرعاية الاجتماعية، مع تركيز خاص على دعم الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.