«واشنطن بوست»: خطط ترامب الجمركية تهدد 40% من الأسر ذات الدخل المنخفض

«واشنطن بوست»: خطط ترامب الجمركية تهدد 40% من الأسر ذات الدخل المنخفض
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب

سلط مقال نشرته الكاتبة الاقتصادية الأمريكية، هيذر لونغ، في صحيفة واشنطن بوست، الضوء على التأثير الكبير الذي قد تتركه التعريفات الجمركية المرتفعة على الأسر الأمريكية، خاصة ذات الدخل المنخفض.

وجاء في المقال المنشور، السبت، أنه وفقًا للدراسات التي تم إجراؤها بواسطة مؤسسة الضرائب ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ستجد 40% من الأسر ذات الدخل المحدود نفسها مجبرة على دفع مبالغ أكبر من الفوائد التي ستعود عليها من التخفيضات الضريبية، وتظهر الأرقام أيضًا أن 80% من الأسر بشكل عام ستعاني خسائر، باستثناء الفئات الأكثر ثراءً التي ستستفيد من هذه السياسات.

وبحسب المقال، حاولت شخصيات بارزة في قطاع الأعمال الضغط على ترامب للتراجع عن هذه الخطط عبر لقاءات متعددة في منتجعه "مارا لاغو"، لكن دون جدوى، وفي الوقت ذاته، بذل كبار مستشاريه الاقتصاديين جهودًا كبيرة لتقليص حدة التعريفات، مقترحين استهداف سلع معينة بدلًا من فرض رسوم شاملة، ومع ذلك، واصل ترامب تمسكه بفرض تعريفات تصل إلى 10% أو 20% على جميع الواردات.

وعلى الجانب الآخر، استجابت الأسر الأمريكية بقلق متزايد لتصريحات ترامب، حيث بدأ العديد منها في تخزين السلع الأساسية والسيارات قبل ارتفاع الأسعار المتوقع.

تهديد الاستقرار الاقتصادي

أشارت التقديرات إلى احتمال ارتفاع معدلات التعريفات الجمركية إلى أعلى مستوياتها منذ الكساد الكبير، في حين شملت تعريفات ترامب في فترته الأولى حوالي 10% من الواردات.

واستندت تلك السياسة إلى مبررات واضحة مثل مواجهة الممارسات التجارية الصينية غير العادلة، حينها، حظيت سياساته بدعم كبير، واستمر الرئيس الحالي جو بايدن في الإبقاء على معظم التعريفات الموجهة ضد الصين.

ورغم أهمية استهداف الصين اقتصاديًا بسبب ممارساتها التجارية وتحدياتها التكنولوجية، تجاهل ترامب هذا الهدف ووجه تركيزه نحو دول أخرى دون مبررات واضحة، وهدد بفرض تعريفات "عالية جدًا" على الدنمارك إذا لم توافق على بيع جزيرة غرينلاند.

وادّعى أن العجز التجاري مع كندا يبلغ 200 مليار دولار، بينما الرقم الحقيقي لا يتجاوز 50 مليار دولار، ومعظمه ناتج عن واردات النفط الكندية.

فعالية السياسات الموجهة

أثبت التاريخ نجاح التعريفات عندما استُخدمت لتحقيق أهداف استراتيجية محددة، على سبيل المثال، قادت الحصص التي فرضها الرئيس رونالد ريغان على السيارات اليابانية في الثمانينيات إلى اتفاقيات تجارية واستثمارات جديدة داخل الولايات المتحدة، على النقيض، تسببت السياسات الشاملة وغير الموجهة في نتائج عكسية.

وأوضح الخبراء أن التعريفات العامة ستثير غضب الحلفاء وتدفعهم إلى فرض تعريفات انتقامية، مما سيزيد الأعباء على الأسر الأمريكية ذات الدخل المحدود ويمنح الصين فرصة للظهور بمظهر القوة المستقرة عالميًا.

واختتمت التحليلات بدعوة ملحة لاعتماد سياسات جمركية تعتمد على استراتيجيات واضحة وأهداف محددة، وأكدت ضرورة حماية الأسر محدودة الدخل من الأعباء الإضافية التي قد تنجم عن التعريفات الشاملة، فضلًا عن ضرورة التعاون مع الحلفاء التجاريين لمواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية