«العدل الدولية»: كوبا تتدخل في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
«العدل الدولية»: كوبا تتدخل في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
أعلنت محكمة العدل الدولية أن كوبا قدمت طلباُ بالتدخل في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، والتي تتعلق بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.
وأوضحت المحكمة في بيان لها، أمس الاثنين، أن ذلك يأتي استنادًا إلى المادة 63 من النظام الأساسي للمحكمة، التي تتيح لدول أخرى غير الأطراف في القضية التدخل إذا كان هناك شك في تفسير الاتفاقية وفق وكالة أنباء الأناضول.
طرف في اتفاقية الإبادة الجماعية
وفي السياق، أكدت المحكمة أن التفسير الذي ستقدمه في حكمها سيكون ملزمًا لكوبا كما هو الحال بالنسبة للأطراف الأخرى، وأوضحت كوبا في إعلانها أنها ستتدخل بناءً على وضعها كطرف في اتفاقية الإبادة الجماعية، حيث ستمثل تفسيرًا للعديد من المواد الأساسية في الاتفاقية التي تشمل المواد من الأولى إلى التاسعة.
ووفقًا للمادة 83 من قواعد المحكمة، فقد تمت دعوة كل من جنوب إفريقيا وإسرائيل لتقديم ملاحظات مكتوبة حول إعلان التدخل الكوبي.
ورفعت جنوب إفريقيا القضية ضد إسرائيل في 29 يناير 2023 بتهمة الإبادة الجماعية في غزة والأراضي الفلسطينية، وقد انضمت دول أخرى إلى القضية، بما في ذلك نيكاراغوا وكولومبيا وليبيا والمكسيك وفلسطين وإسبانيا وتركيا وأيرلندا.
موقف كوبا في القضية
تسعى كوبا من خلال تدخلها إلى تقديم تفسير قانوني حول بنود رئيسية في الاتفاقية الدولية المتعلقة بجريمة الإبادة الجماعية، وهي خطوة قد تؤثر بشكل كبير على مجريات القضية، وسيتعين على المحكمة النظر في هذا التفسير، بالإضافة إلى ملاحظات الأطراف الأخرى المعنية في القضية، لتحديد ما إذا كانت أفعال إسرائيل في قطاع غزة تشكل انتهاكًا للاتفاقية.
وتعد هذه القضية مثالًا بارزًا على دور محكمة العدل الدولية في تسوية النزاعات المتعلقة بالقوانين الدولية، خاصة عندما يتعلق الأمر بجرائم خطيرة مثل الإبادة الجماعية، إن تدخل كوبا في القضية يعكس التزامها بحماية حقوق الإنسان والتمسك بالقانون الدولي، كما أنه يزيد من تعقيد القضية بالنظر إلى تعدد الأطراف المتورطة.
الحرب على غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 46 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 109 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.