«واشنطن بوست»: النواب الأمريكي يصوّت لحظر مشاركة المتحولين جنسياً في رياضات الفتيات

أقر مجلس النواب الأمريكي، أمس الثلاثاء، تشريعًا يحظر مشاركة الطلاب المتحولين جنسياً في رياضات الفتيات والسيدات على مستوى المدارس الابتدائية وحتى الجامعات، جاء هذا القرار كأحد الأولويات الرئيسية لمجلس النواب الجديد لعام 2025، لكنه يواجه مستقبلاً غامضاً في مجلس الشيوخ.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، صوّت المجلس لصالح التشريع بأغلبية 218 صوتاً مقابل 206 أعضاء، وقد انقسمت الأصوات بشكل واضح بين الحزبين، حيث أيد الجمهوريون الحاضرون جميعاً المشروع، فيما عارضه جميع الديمقراطيين باستثناء اثنين، ونص المشروع على حرمان المدارس التي تسمح بمشاركة المتحولين جنسياً من تمويل التعليم الفيدرالي.

وأكد الجمهوريون خلال المناقشات أن هذا التشريع يهدف إلى حماية الإناث في المنافسات الرياضية من منافسة يرونها غير عادلة وغير آمنة.

قال النائب الجمهوري غريغ ستيوب من فلوريدا، الذي قدّم المشروع: "يجب أن تسود الفطرة السليمة.. أغلبية الأمريكيين يعتقدون أن الرجال لا ينتمون إلى رياضات النساء".

مخاوف التطبيق

انتقد الديمقراطيون التشريع بشدة، واعتبروه ضاراً للأطفال وصعب التنفيذ من الناحية العملية، وشددوا على أن المشروع يشمل جميع مستويات الرياضة، بما في ذلك الأنشطة الرياضية الترفيهية للأطفال، وليس فقط المنافسات الجامعية.

قالت النائبة الديمقراطية سوزان بوناميشي من ولاية أوريغون: "الجمهوريون يستخدمون خطاب التخويف من المتحولين جنسياً لتحويل الانتباه عن القضايا الأكثر أهمية"، وأكدت أن المشروع يستهدف أقلية صغيرة من الأطفال والشباب بدوافع تمييزية.

توترات بين الحزبين

رفض الجمهوريون الاتهامات بأن التشريع قد يؤدي إلى انتهاكات خصوصية الفتيات، مؤكدين أن التحقق من هوية الرياضيين يتم عبر شهادات الميلاد فقط. 

ووصف الديمقراطيون المشروع بأنه يعزز مناخاً عدائياً تجاه المتحولين جنسياً، وحذروا من أن مثل هذه التشريعات قد تؤدي إلى مشاكل اجتماعية أوسع.

أثار المشروع انقسامات داخل الحزب الديمقراطي، صوّت نائبان ديمقراطيان من ولايتي تكساس لصالح المشروع، حيث أوضح النائب هنري كويار أن قراره جاء استجابة لآراء ناخبيه، وأكد النائب فيسنتي غونزاليس دعمه للقيود على مشاركة الأولاد في رياضات الفتيات، مشيراً إلى أهمية تمثيل قيم الدوائر الانتخابية.

موقف مجلس الشيوخ

رغم إقرار المشروع في مجلس النواب، يظل مصيره في مجلس الشيوخ غير واضح، يحتاج التشريع إلى 60 صوتاً ليتم إقراره، مما يعني أنه يتطلب دعم 7 أعضاء ديمقراطيين على الأقل، وتعهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب باستخدام سلطته التنفيذية لتنفيذ الحظر في حال لم يمرر الكونغرس القانون.

أنفقت الحملات الجمهورية أكثر من 215 مليون دولار على إعلانات تلفزيونية استهدفت حقوق المتحولين جنسياً خلال العام الماضي، منها 111 مليون دولار ركزت على الرياضة تحديداً، ركزت معظم هذه الإعلانات على حالات بارزة، مثل فوز السباحة المتحولة ليا توماس ببطولة وطنية.

أظهرت بيانات من ولايات مثل فلوريدا وأوهايو أن عدد الرياضيين المتحولين جنسياً المشاركين في الرياضات قليل للغاية، في ولاية مسيسيبي، لم تُسجَّل أي حالات مشاركة، في ولاية يوتا، كان هناك حالة واحدة فقط لطفلة متحولة تبلغ من العمر 12 عامًا.

أطراف أخرى

اتهم بعض الديمقراطيين حزبهم بالفشل في التصدي للقضية بفعالية، أكد النائب الديمقراطي سيث مولتون أن الحزب الديمقراطي يجب أن يناقش القضية بحسن نية بدلاً من التهرب منها، وأضاف أن هذه القضية تُستغل لدفع أجندات جمهورية متطرفة.

يبقى النقاش حول مشاركة المتحولين جنسياً في الرياضة إحدى أكثر القضايا إثارة للجدل في الولايات المتحدة، ويعكس انقسامات أوسع في المجتمع الأمريكي حول حقوق الإنسان والمساواة، وفي ظل استمرار الجدل، تترقب الأوساط السياسية والشعبية ما ستؤول إليه الأمور في مجلس الشيوخ وخطوات الإدارة التنفيذية المقبلة.