فرنسا تعتمد نظاماً هيدروليكياً جديداً لحماية باريس من الفيضانات
فرنسا تعتمد نظاماً هيدروليكياً جديداً لحماية باريس من الفيضانات
أطلقت السلطات الفرنسية نظاماً هيدروليكياً ضخماً في منطقة "سين إت مارن"، بهدف تقليل مخاطر الفيضانات التي تهدد المدن الواقعة على ضفاف نهر السين، بما في ذلك العاصمة باريس، ويعد هذا المشروع أحد الحلول الحاسمة لمواجهة ظاهرة ارتفاع منسوب المياه التي تفاقمت بفعل الاحتباس الحراري.
ويشير الخبراء، وفق ما أوردته وكالة فرانس برس"، اليوم الخميس، إلى أن النظام الجديد يتمتع بقدرة كبيرة على تقليل آثار الفيضانات المدمرة التي شهدتها فرنسا في أعوام سابقة، مثل تلك التي وُقعت عامي 2016 و2018 وأدت إلى خسائر مادية جسيمة.
ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز قدرة المنطقة على مواجهة الظواهر المناخية القاسية التي أصبحت أكثر تواتراً بفعل تغير المناخ.
آثار التغيرات المناخية
شهد العالم في السنوات الأخيرة ظواهر مناخية شديدة التطرف، مثل الفيضانات القوية، والجفاف، وحرائق الغابات، وارتفاع التصحر، والأعاصير. ووفقاً للتقديرات، فقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في معدلات التصحر وحرائق الغابات، فضلاً عن التأثير السلبي على الحياة البرية والأنشطة البشرية.
وحذرت الدراسات البيئية من تصاعد خطر التغير المناخي على كوكب الأرض، مشيرةً إلى أنه إذا استمرت الانبعاثات الضارة بنفس الوتيرة، فقد تتضاعف الكوارث الطبيعية بنسبة 40% بحلول عام 2030.
تحذيرات أممية
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "نصف البشرية يقع في دائرة الخطر نتيجة الفيضانات، والجفاف الشديد، والعواصف، وحرائق الغابات". وأشار إلى أن "لا بلد في العالم محصن أمام هذه الظواهر المتزايدة".
ودعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى ضرورة تعزيز التكيف مع آثار الاحتباس الحراري، خصوصاً بين الفئات الأكثر ضعفاً. ووفقاً لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، تضاعفت الكوارث الطبيعية منذ عام 2000، فيما زادت الخسائر الاقتصادية المرتبطة بها بمقدار ثلاثة أضعاف، نتيجة التغيرات المناخية المستمرة.
ويشدد الخبراء على أهمية الإجراءات العالمية العاجلة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتجنب المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية، في ظل التحديات المناخية التي تهدد الكوكب بأسره.