«نيوزويك»: حرائق لوس أنجلوس ترفع أسعار العقارات وتفاقم أزمة السكن في كاليفورنيا

«نيوزويك»: حرائق لوس أنجلوس ترفع أسعار العقارات وتفاقم أزمة السكن في كاليفورنيا
أحد منازل لوس أنجلوس يحترق

تشهد مدينة لوس أنجلوس، أكبر مدن ولاية كاليفورنيا، أزمة عقارية حادة عقب الحرائق المدمرة التي اجتاحت أجزاء واسعة من جنوب الولاية، وأكد خبراء العقارات أن سوق الإسكان المرتفع التكلفة في المدينة بات مهدداً بمزيد من الغلاء، ما قد يدفع العديد من السكان إلى مغادرة المنطقة بحثاً عن بدائل أقل تكلفة، وفقاً لتقرير نشرته مجلة "نيوزويك".

دمار واسع وآثار اقتصادية ضخمة

وذكرت المجلة في تقرير لها السبت أن الحرائق، التي اندلعت منذ أوائل يناير 2025، ألحقت أضراراً جسيمة بالمدينة، حيث أتت على حوالي 40 ألف فدان من الأراضي ودمرت أكثر من 12 ألف مبنى سكني، كما تركت الآلاف من الأسر بلا مأوى، ما شكّل ضغطاً هائلاً على السوق العقاري الذي يعاني بالفعل من نقص حاد في المعروض.

ووفقاً لبيانات الإحصاء لعام 2023، تضم المدينة حوالي 80 ألف شقة للإيجار و5,000 منزل معروض للبيع حتى ديسمبر 2024، لكن هذه الأرقام باتت غير كافية لتلبية الطلب المتزايد الناتج عن الكارثة الأخيرة، وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 10 آلاف أسرة تحتاج الآن إلى مساكن جديدة، مما سيزيد من اختلال التوازن بين العرض والطلب.

ارتفاع الأسعار وهجرة السكان

صرّح ديريل فيرويثير، كبير الاقتصاديين في شركة "ريدفين"، بأن لوس أنجلوس تعد واحدة من أغلى الأسواق العقارية في الولايات المتحدة، ومع استمرار التحديات الاقتصادية والدمار الناتج عن الحرائق، فإن المواطنين ذوي الدخول المتوسطة لن يتمكنوا من تحمل تكاليف السكن، وأضاف: "الأزمة ستزداد سوءاً إذا لم تُسرّع وتيرة بناء المساكن الجديدة".

وتشهد المدينة بالفعل ارتفاعاً كبيراً في أسعار العقارات وتكاليف المعيشة، ما يُنذر بموجة هجرة جديدة من السكان غير القادرين على تحمل الأعباء الاقتصادية. وتوقّع الخبراء أن يتفاقم هذا الاتجاه في ظل استمرار التحديات البيئية والاقتصادية التي تضرب المنطقة.

أزمة سكن غير مسبوقة

تواجه مدينة لوس أنجلوس تحدياً غير مسبوق في سوق الإسكان، حيث أصبحت الخيارات محدودة والأسعار في تصاعد مستمر، ومع استمرار الحرائق والدمار، يتساءل سكان المدينة: هل سيتمكنون من مواجهة هذه الأزمة؟ أم أن موجة الهجرة إلى خارج لوس أنجلوس ستكون الحل الوحيد للكثيرين؟

حرائق الغابات في كاليفورنيا لم تقتصر أضرارها على البيئة فحسب، بل امتدت لتُحدث زلزالاً في سوق العقارات، تاركة المدينة أمام مستقبل مجهول في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية