«نيويورك تايمز»: الناجون من شلل الأطفال يدعون إلى رفض ترشيح كينيدي وزيراً للصحة

بسبب مواقفه من اللقاحات

«نيويورك تايمز»: الناجون من شلل الأطفال يدعون إلى رفض ترشيح كينيدي وزيراً للصحة
روبرت كينيدي جونيور مع دونالد ترامب

أثار ترشيح روبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة في الولايات المتحدة موجة من الجدل، لا سيما بين الناجين من شلل الأطفال الذين يعيشون في البلاد، حيث دفعت هذه الترشيحات العديد منهم إلى التعبير عن قلقهم البالغ بسبب مواقف كينيدي المثيرة للجدل ضد اللقاحات.

وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت، استعرض بعض الناجين من شلل الأطفال في الولايات المتحدة المخاوف التي يثيرها ترشيح روبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة، فقد أثارت تصريحاته المنتقدة للقاحات في الماضي حفيظة العديد من هؤلاء الناجين، الذين يعدون اللقاحات من أهم الأسباب التي ساعدت في القضاء على شلل الأطفال في الولايات المتحدة، وفي العالم أجمع.

إجماع على رفض ترشيحه بين الناجين

وأعرب العديد من الناجين من شلل الأطفال، بمن فيهم شخصيات عامة مثل المخرج فرانسيس فورد كوبولا والممثلة ميا فارو، عن معارضتهم لترشيح كينيدي لهذا المنصب، وأكدوا أن ترشيح شخص معروف بمواقفه المناهضة للقاحات قد يعرض تقدم النظام الصحي في الولايات المتحدة للخطر، ويعود بالبلاد إلى حقبة من الأمراض المعدية التي تم القضاء عليها بفضل الجهود الصحية العالمية.

وأشارت الممثلة ميا فارو إلى صور تاريخية لمرضى شلل الأطفال داخل أجهزة التنفس الحديدية التي كانت تعد الحل الوحيد للبقاء على قيد الحياة في تلك الفترة، مشيرة إلى أن "أفكار كينيدي لا يمكن أن تعيدنا إلى هذا الماضي المظلم".

دور السياسيين

دعا الناجون من شلل الأطفال، بمن فيهم عضو الكونغرس الأمريكي ستيف كوهين، والذي يعد الناجي الوحيد من شلل الأطفال في الكونغرس، إلى رفض ترشيح كينيدي، مؤكدًا أن ترشيح شخص يحمل آراء ضد اللقاحات سيكون له آثار سلبية على جميع الذين تأثروا بشلل الأطفال.

وقال كوهين في بيان له: "أعتقد أن من واجبي أن أتكلم نيابة عن جميع الناجين من شلل الأطفال، من أولئك الذين تأثروا بشكل طفيف إلى أولئك الذين عاشوا في أجهزة التنفس الحديدية وواجهوا الموت".

دعم ترامب نظرية اللقاحات

وتدخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد في الجدل، إذ صرح بأنه يعرف أشخاصًا ما زالوا يعانون من تأثيرات شلل الأطفال على حياتهم، وأشاد بجهود الطبيب جوناس سالك في تطوير لقاح شلل الأطفال الذي غير مجرى التاريخ الصحي في الولايات المتحدة والعالم، مشيرًا إلى أن هذا اللقاح "أنهى معاناة العديد من الأشخاص"، واصفًا سعي كينيدي لتقويض هذه الجهود بالخطير.

كلمات كينيدي حول اللقاحات

ورغم تصريحات كينيدي التي قال فيها إنه "مؤيد بالكامل للقاح شلل الأطفال"، فإن آراءه حول اللقاحات الأخرى، مثل لقاحات كورونا، أثارت تساؤلات عديدة، ففي مقابلة سابقة، قال كينيدي إن فكرة أن اللقاح ساهم في القضاء على شلل الأطفال هي "أسطورة" غير صحيحة، وأشار إلى أن اللقاح نفسه تسبب في تفشي أنواع معينة من السرطانات.

وقد أثار هذا التصريح غضب العديد من الناجين الذين اعتبروا أن مثل هذه الآراء تتناقض مع الحقائق الطبية التي أظهرت فعالية اللقاحات في مكافحة الأمراض.

تحرك المجتمع الصحي

في سياق متصل، أرسلت منظمة "الصحة العالمية بعد شلل الأطفال"، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن رفاهية الناجين من شلل الأطفال، رسالة إلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، تطالبهم برفض ترشيح كينيدي.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة، بريان تبرزي، إن أعضاء المنظمة كانوا يتوقعون من زعيمهم السياسي، السيناتور ميتش مكونيل، أن يعبر عن معارضته الشديدة لترشيح كينيدي، مشيرة إلى أن البيان الذي أصدره مكونيل كان غير كافٍ ولا يعكس الموقف الواضح المطلوب من القادة السياسيين في مثل هذه القضايا.

مستقبل الناجين من شلل الأطفال

تعتبر قضية شلل الأطفال واحدة من أبرز القضايا الصحية التي تشغل المجتمع الأمريكي، حيث يصارع الناجون منها الآن "متلازمة ما بعد شلل الأطفال" التي تشمل أعراضًا مثل الضعف العضلي والإرهاق وصعوبة البلع، والتي تظهر بعد عقود من الإصابة الأولى.

وتوضح التقارير الطبية أن العديد من هؤلاء الناجين عادوا الآن إلى استخدام الأجهزة المساعدة مثل العكازات والكراسي المتحركة، ما يعكس التحديات المستمرة التي يواجهونها.

دور كينيدي في النظام الصحي

يعد تاريخ كينيدي مع اللقاحات والمواقف المثيرة للجدل التي يتبناها بشأن فعالية اللقاحات، من الأسباب التي تجعل الكثيرين يرون أن ترشيحه لهذا المنصب قد يكون له تداعيات خطيرة على النظام الصحي الأمريكي، في حين أن البعض يرى في كينيدي شخصية مثيرة للجدل لكن قادرة على تقديم تغيير، يبقى أن الناجين من شلل الأطفال يشككون في قدرته على اتخاذ قرارات رشيدة تضمن حماية الصحة العامة في البلاد.

ويبقى أمام ترشيح كينيدي تحديات كبيرة تتمثل في ردود الفعل الحادة من الناجين من شلل الأطفال وبعض الشخصيات العامة والمهنيين في المجال الصحي، وفي الوقت الذي يعبر فيه الكثيرون عن قلقهم من تأثير آرائه على الصحة العامة، يبقى أن يتخذ الكونغرس قراره في الموافقة أو الرفض.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية