صحيفة فرنسية: حرائق لوس أنجلوس ترفع نسبة تلوث الهواء وتؤثر على المجتمعات الفقيرة
صحيفة فرنسية: حرائق لوس أنجلوس ترفع نسبة تلوث الهواء وتؤثر على المجتمعات الفقيرة
تعيش مدينة لوس أنجلوس الأمريكية كارثة بيئية وصحية بسبب حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت منطقتي "إيتون" و"باليساديس" الأسبوع الماضي، حيث أحرقت ما يقرب من 4 أميال مربعة من الغابات الكثيفة، وتسببت هذه الحرائق في تسجيل مستويات قياسية من تلوث الهواء، ما أثار مخاوف بشأن تأثيراتها طويلة المدى، لا سيما على الفئات الضعيفة وفقاً لصحيفة “20 دقيقة” الفرنسية.
تلوث هوائي غير مسبوق
تم رصد مستويات مقلقة من الجسيمات الدقيقة في الهواء، منذ الثامن من يناير الجاري، ففي حي "تشايناتاون"، سجلت أجهزة الاستشعار 483.7 ميكروجرام لكل متر مكعب، بينما بلغت ذروة التلوث في "باسيفيك باليساديس" 1100 ميكروجرام، وهي مستويات تتجاوز بكثير الحدود الآمنة لصحة الإنسان.
شهدت المستشفيات زيادة حادة في حالات الدخول نتيجة الإصابات أو التعرض للدخان، حيث ارتفعت الحالات بمقدار 16 ضعفاً في ذروة الحرائق، وأكد خبراء أن الأرقام المسجلة قد لا تعكس الواقع كاملاً، حيث قد تكون هناك إصابات غير مُبلّغ عنها.
وأشار "أليستير هايدن"، أستاذ جامعة كورنيل، إلى أن الدخان يحمل تأثيرات قاتلة محتملة قد لا تظهر دائماً في سجلات الوفيات.
المجتمعات الفقيرة الأكثر تضرراً
تُعد الفئات الضعيفة، خصوصاً الأطفال، الأكثر عرضة للتلوث الناتج عن الحرائق، وتوصلت دراسة من جامعة ستانفورد بعد حرائق "كامب فاير" عام 2018 إلى أن 76% من الأطفال المصابين بالربو تفاقمت حالتهم، وكانت المجتمعات اللاتينية والآسيوية والإفريقية الإمريكية الأكثر تأثراً آنذاك، وهي فوارق يُحتمل أن تتكرر في المناطق المتضررة حالياً.
خطر الرماد السام يستمر
رغم تراجع الدخان بفضل الرياح الأخيرة، ما زال الرماد المتراكم يشكل تهديداً مستمراً، وأوضح "كريس فيلد"، مدير معهد ستانفورد وودز للبيئة، أن الرماد يحتوي على مواد كيميائية سامة ناجمة عن احتراق المنازل والمركبات والنباتات، مشدداً على ضرورة اعتماد استراتيجيات وقائية تُراعي الفئات السكانية الهشة.
تستخدم وكالة ناسا تقنيات متقدمة لتحليل المناطق المحروقة وتقييم سمية الرماد، مما يوفر بيانات قيمة لتخطيط عمليات التنظيف وتقليل المخاطر. وأكد "مايكل فالكوسكي"، عالم البيئة الأرضية في ناسا، أن هذه البيئات تظل سامة لفترة طويلة بعد انتهاء الحرائق.
أسفرت حرائق "إيتون" و"باليساديس" عن مقتل 27 شخصاً، وتدمير أكثر من 12 ألف مبنى، وتهجير أكثر من 80 ألف شخص تحت أوامر الإخلاء.
وسط هذه الأزمة، تظل المجتمعات المتضررة في لوس أنجلوس تواجه تحديات بيئية وصحية هائلة، مما يستدعي جهوداً مكثفة لتقليل الأضرار وحماية الفئات الأكثر ضعفاً من الآثار المدمرة للحرائق.