«مرصد الصراع والبيئة»: حجم خسائر البنية التحتية في لبنان تجاوز 221 مليون دولار
«مرصد الصراع والبيئة»: حجم خسائر البنية التحتية في لبنان تجاوز 221 مليون دولار
كشف تقرير لمرصد الصراع والبيئة (CEOBS) عن أن تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله بعد أكتوبر 2023 أسفر عن عواقب بيئية كارثية في جنوب لبنان، إلى جانب تأثيراته المدنية العميقة.
ووفقا لبيان نشره (CEOBS)، أمس الاثنين، فإنه منذ أكتوبر 2023، خلّف الصراع بين إسرائيل وحزب الله آثاراً مدمرة على الوضع الإنساني والبيئي في جنوب لبنان وفي مناطق واسعة من البلاد.
وبحسب البنك الدولي، يقدر أن الأضرار التي لحقت بالبيئة في لبنان بلغت 221 مليون دولار فقط، جراء تدهور الموارد الطبيعية وتأثيرات تلوث إدارة النفايات الصلبة.
وسجلت الخسائر الزراعية أكثر من مليار دولار بسبب تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية، وكذلك نزوح الفلاحين.
ورصدت التقارير الإعلامية العديد من الحرائق الهائلة التي دمرت الأراضي الزراعية وألحقت أضراراً بالبنية التحتية الأساسية، إلا أن هناك أيضاً تأثيرات بيئية طويلة الأمد يتطلب تقييمها مزيد من البحث، نظراً لتأثيراتها المستمرة على البيئة، وهو ما يتطلب مزيداً من الدراسات لمراقبة الوضع بشكل دقيق.
أضرار بيئية في جنوب لبنان
أجرى (CEOBS) دراسة تمهيدية حول الأضرار البيئية في جنوب لبنان بالتعاون مع "مساعدة الشعب النرويجي"، تم دراسة حجم الأضرار التي وقعت بين 7 أكتوبر 2023 و5 ديسمبر 2024، بهدف إعداد الأرضية لمراقبة ميدانية مستدامة، وكذلك لدراسة المخاطر البيئية المرتبطة بأنشطة العمل الميداني وإزالة الألغام.
وتم فحص مجموعة من البيانات المفتوحة لتحديد المنشآت البيئية الأساسية التي تعرضت للتدمير، وتم تحديد قائمة أولية من المنشآت المتضررة باستخدام خرائط الأضرار المستمدة من الأقمار الصناعية، تشمل محطات الوقود، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، والمستودعات.
ومن بين المناطق المتضررة، يمكن اعتبار مدينة صور في جنوب لبنان نموذجاً للدمار الكبير الذي تعرضت له المدن، حيث تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في تدمير المنشآت الرئيسية مثل محطات توزيع المياه.
وتحتوي مدينة صور التي كانت تضم قبل الحرب نحو 135 ألف نسمة، على عدة مواقع بيئية وثقافية هامة، من بينها منطقة محمية على شاطئ صور التي تعد موطناً مهماً للسلاحف البحرية.
تضررت محطة توزيع المياه الرئيسية في المدينة بشكل بالغ في 18 نوفمبر 2024، ما أدى إلى فقدان العديد من السكان الوصول إلى المياه الجارية بعد عودتهم إلى منازلهم عقب إعلان وقف إطلاق النار.
أسلحة حارقة
تكرر استخدام الفسفور الأبيض (WP) من قبل إسرائيل في جنوب لبنان منذ أكتوبر 2023، وهو ما تم توثيقه من قبل شبكة من المتطوعين ومنظمة غير حكومية محلية، هذه الأسلحة تسببت في حرائق واسعة في مناطق متعددة، بما في ذلك في بلدة "ميس الجبل"، حيث تم توثيق أكثر من 195 حادثة لاستخدام الفسفور الأبيض بحلول ديسمبر 2024.
تسببت الحرائق الناتجة عن استخدام الأسلحة الحارقة في أضرار بيئية كبيرة، حيث دُمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والموائل الطبيعية، كما أن أكاسيد الفسفور الأبيض تسهم في زيادة حموضة التربة، مما يؤثر سلباً على المحاصيل الزراعية وقد يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والبحيرات.
وأدى الهجوم الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية إلى إنتاج كميات ضخمة من الحطام، حيث قدرت تقارير الأمم المتحدة أن الحطام في منطقتي الجنوب والنبطية وحدهما تجاوز 8 ملايين طن، هذا الحطام قد يحتوي على مواد سامة مثل الأسبستوس، مما يشكل خطراً كبيراً على الصحة البيئية والعاملين في عمليات إزالة الأنقاض.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن لبنان استوردت حوالي 6000 طن من الأسبستوس في عام 1997، وهو ما يشير إلى وجود احتمالية عالية لوجود هذا المعدن السام في الحطام الناتج عن الهجمات الإسرائيلية، مما يعرض الناس لمخاطر صحية مثل السرطان وأمراض الرئة.
استنتاجات وتوصيات
أظهرت الدراسة الأولية التي أجراها (CEOBS) حجم الأضرار البيئية الناتجة عن الصراع في جنوب لبنان خلال عام 2024، مشيرة إلى تدمير واسع للبنية التحتية الحضرية وتوليد ملايين الأطنان من الحطام.
ويتضمن هذا الحطام مواد سامة مثل الأسبستوس، كما تسببت الأسلحة الحارقة مثل الفسفور الأبيض في حرائق واسعة تسببت في تدمير الأراضي الزراعية والموائل الطبيعية.
ومن الضروري إجراء المزيد من الدراسات لتقييم المخاطر البيئية والصحية بشكل شامل وتقديم استراتيجيات للتعافي البيئي في المناطق المتضررة.