تواصل الهدنة في غزة لليوم الثالث وسط مخاوف من انهيارها
تواصل الهدنة في غزة لليوم الثالث وسط مخاوف من انهيارها
استمر اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، لليوم الثالث على التوالي، في قطاع غزة، وسط حالة من الترقب والقلق الإقليمي والدولي من انهيارها.
وأكد مسؤول في حركة حماس، اليوم الثلاثاء، أن الحركة ستفرج السبت المقبل عن أربع إسرائيليات ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
يأتي ذلك بعد أن أفرجت إسرائيل عن 90 معتقلًا فلسطينيًا الأحد الماضي، مقابل إطلاق حماس سراح ثلاث رهائن إسرائيليات.
وأكد طاهر النونو، مستشار رئيس المكتب السياسي لحماس، أن السبت المقبل سيشهد إطلاق سراح أربع رهينات إسرائيليات مقابل دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، وفق المعايير المتفق عليها.
ومن جهتها، أعلنت الأمم المتحدة دخول 915 شاحنة مساعدات، أمس الإثنين إلى غزة، متجاوزة العدد المتفق عليه في الهدنة، وهو 600 شاحنة يوميًا.
مخاوف دولية وشكوك أمريكية
رغم استمرارية الهدنة، أبدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، شكوكًا حول صمود وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن "هذه ليست حربنا"، بينما أشادت قطر، التي قادت الوساطة إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، بالاتفاق، محذرة من أي خرق قد يؤدي إلى انهياره.
وفي المقابل، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتطورات، مشددًا على أن حكومته لن تسمح لغزة بأن تشكل تهديدًا لإسرائيل مجددًا، مع تأكيده على الاستعداد لاستئناف القتال إذا لزم الأمر.
دمار هائل وعودة النازحين
مع توقف القتال، عاد الآلاف من النازحين إلى مناطقهم، وسط مشاهد الدمار الواسع، ففي مخيم جباليا، أعربت رنا محسن، التي عادت مع أسرتها، عن فرحتها رغم أن منزلها تحول إلى ركام.
وفي رفح، وصفت ماريا الحق عدم قدرتها على تحديد موقع منزلها بعد أن دمر بالكامل.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي استمر أكثر من 15 شهرًا، عن استشهاد ما لا يقل عن 46,913 شخصًا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، تسبب هجوم حماس في أكتوبر 2023 بمقتل 1,210 أشخاص وخطف 251، لا يزال 91 منهم محتجزين في غزة.
آمال وتحديات
ويثير الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي آمالًا بإحلال سلام دائم، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 رهينة مقابل 1,900 فلسطيني، فيما ستركز المرحلة الثانية على انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق.
وفي حال نجاح المرحلتين، سيتم بحث إعادة إعمار غزة وإعادة جثث الرهائن القتلى.
ورغم هذه التطورات، لا تزال المخاوف قائمة بشأن استدامة الاتفاق، مع استمرار حالة التوتر في غزة وداخل إسرائيل، حيث عبّرت وسائل إعلام عن القلق من المصير المجهول للرهائن المحتجزين.