سوكساوانه.. 35 عاماً من الإسهام في تحسين الصحة الإنجابية بجمهورية لاو
سوكساوانه.. 35 عاماً من الإسهام في تحسين الصحة الإنجابية بجمهورية لاو
تمكنت سوكساوانه باسيترثساك من مشاهدة تطور مهنة القابلات في جمهورية لاو بشكل مباشر، حيث تعتبر من الشخصيات الرائدة في هذا المجال، عملت على مدار ما يقارب 35 عاماً في مهنة التوليد، وتشغل حالياً منصب نائب مدير كلية العلوم الصحية في محافظة خمرون في وسط لاو.
وفي حديث نشره صندوق الأمم المتحدة للسكان، اليوم الأربعاء، أوضحت باسيترثساك أن مهنة القابلات قد شهدت تحولات كبيرة، حيث لم يكن الناس يعرفونها في البداية.
قالت: "عندما بدأت، لم يكن الناس يعرفون القابلات، كانوا يعتقدون أننا ممرضون.. الآن، عندما يتدرب طلابنا في المجتمعات، يعترف الناس بزيهم الوردي ويشيدون بالعمل الحيوي الذي يقومون به".
تطوير مهنة القابلات في لاو
تعتبر باسيترثساك جزءاً من إرث طويل للنساء في لاو اللاتي ساهمن في تطوير مهنة التوليد على مدار أكثر من 100 عام، ومن أبرز الشخصيات في هذا المجال مدام "سوكيون سيبونهيوانغ" التي تعد واحدة من أبرز رائدات المهنة في لاو.
كانت سيبونهيوانغ، التي لقبت بـ"أم القابلات الثانية"، تلعب دوراً مهماً في تأسيس مهنة القابلات في لاو على مدار 34 عاماً في مستشفى ماهاصوت قبل تقاعدها في عام 1999.
شهدت لاو في أوائل التسعينيات معدلات وفيات أمومية مرتفعة، حيث كانت من أعلى المعدلات في جنوب شرق آسيا.
تحدثت باسيترثساك عن تجربتها في المستشفى في تلك الفترة قائلةً: “كان هناك الكثير من العمل لتقليص معدلات وفيات الأمهات.. وفي عام 2005، ساهم نقص القابلات المدربات في أن تكون لاو واحدة من الدول ذات أعلى معدلات الوفيات الأمومية".
تطور الصحة الإنجابية
خلال الفترة من 2000 إلى 2020، تحسنت الأرقام بشكل كبير، انخفض معدل الوفيات الأمومية في لاو من 579 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية إلى 126 حالة وفاة، مما يمثل انخفاضاً بنسبة 78.23%.
كما شهدت معدلات الوفيات حديثة الولادة ووفيات الرضع أيضاً انخفاضاً ملحوظاً، حيث كانت 12 و25 حالة وفاة لكل ألف ولادة حية في 2023، مقارنة بـ32 و68 حالة وفاة في 2012.
ترجع باسيترثساك الفضل في هذا التغيير إلى إحياء مهنة القابلات وتطويرها بشكل مهني في لاو، على الرغم من أن لاو شهدت تطوراً في هذه المهنة منذ عام 1924، فإن هذه الجهود تعطلت لمدة 23 سنة بسبب نقص التمويل.
خلال هذه الفترة، انخفض عدد القابلات في البلاد إلى 100 قابلة فقط في عام 2008، مما ساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الوفيات.
التعاون الدولي في تطوير المهنة
في عام 2009، تعاونت حكومة لاو مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) ومع منظمة التعاون الدولي الفاخرة ووكالة التعاون الدولي التايلاندية (TICA) لإعادة إحياء برنامج القابلات في لاو.
كما تم إطلاق خطة تطوير "حضور المواليد المدربين" في عام 2008 لتعزيز القدرة على تقديم الخدمات الصحية المناسبة ثقافياً والمفتوحة على المستوى الوطني.
ومنذ عام 2010، تم تدريب أكثر من 3 آلاف قابلة و91 طالبة تمريض من بينهم 21 من المجتمعات العرقية بفضل المنح الدراسية من صندوق الأمم المتحدة للسكان، بعد التخرج، عاد هؤلاء القابلات إلى قراهم لتقديم خدمات الصحة الأمومية وتعزيز النظام الصحي على المستوى المجتمعي، قالت باسيترثساك: “لقد قمنا أيضاً بتقوية قدرة طلابنا للعمل في المستشفيات المركزية والإقليمية".
من البداية إلى الاحتراف
في عام 2022، تم تأسيس "جمعية القابلات في لاو" بشكل رسمي، حيث أصبحت هذه الجمعية أحد الشركاء الرئيسيين لصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وفي عام 2023، حصلت ثلاث كليات تمريض في لاو على الاعتماد الدولي من الاتحاد الدولي للقابلات، مما جعلها أولى الكليات في منطقة آسيا والهادئ تحصل على هذا الاعتماد.
ورغم التقدم الكبير، لا يزال هناك الكثير من العمل المطلوب، ففي العديد من المناطق النائية، لا يزال نقص القابلات المدربات يشكل تهديداً لحياة النساء والفتيات بسبب تعقيدات الحمل والولادة.
وتساهم القابلات في إنقاذ الأرواح من خلال التدخلات الصحية الجنسية والإنجابية الضرورية، فضلاً عن تقديم الدعم الشامل للمرضى، ويعد نقص القابلات مشكلة عالمية، حيث يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن هناك عجزاً عالمياً يقارب مليون قابلة، مما يبرز الحاجة الملحة للاستثمار المستمر في هذه المهنة.
ويواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان دعمه المستمر لتطوير مهنة القابلات في لاو وفي أكثر من 125 دولة حول العالم، من خلال تعزيز التعليم الجيد، وتطوير الأنظمة التنظيمية، وتشكيل جمعيات وطنية قوية تدعم وتدافع عن المهنة.