حواء.. نازحة صومالية أعادت لها «الصحة العالمية» الأمل في الحياة

حواء.. نازحة صومالية أعادت لها «الصحة العالمية» الأمل في الحياة
أحد مخيمات النازحين

وجدت حواء شريف علي، البالغة من العمر 49 عامًا، في مخيم العدالادا غرب العاصمة الصومالية مقديشو، مصدر أمل لدعم احتياجات عائلتها الطبية، حيث عاشت، مثل آلاف النازحين داخليًا في هذا المخيم، ظروفًا صعبة وأصبحت تعتمد على الخدمات الصحية المتاحة في مركز سينكادير الصحي بمنطقة جاراسبالي. 

ووفقا لبيان نشرته منظمة الصحة العالمية، الأحد، واجهت حواء تحديات كبيرة نتيجة الجفاف الذي ضرب البلاد في عامي 2022 و2023، وهو من أشد فترات الجفاف في تاريخ الصومال.

أدى هذا الجفاف إلى نزوح العديد من الأسر، وكان من أبرزها أسرتها التي تعيلها وحدها، إضافة إلى مسؤوليتها عن رعاية أطفالها الستة، رغم هذه التحديات، بقيت حواء تسعى جاهدة لتوفير حياة أفضل لأطفالها، ومع ذلك كانت تعتمد على الدعم الصحي الذي يقدمه المركز الصحي.

دور مركز سينكادير الصحي

في ديسمبر 2024، حرصت حواء على أخذ ابنها الأصغر، عبد الرحمن محمد، الذي يبلغ من العمر عامين و8 أشهر، لتلقي لقاح الحصبة في المركز الصحي. 

وأوضحت حواء، أنها لا تملك المال للذهاب إلى المستشفيات الخاصة، لكن المركز الصحي يتيح لها الفرصة للحصول على رعاية طبية بأسعار معقولة.

وأكدت حواء أنها كانت قد أكملت جميع تحصينات أطفالها في هذا المركز، معبرة عن سعادتها بتوفير هذه الرعاية الضرورية.

دعم من "إيكو"

بادر عدد من الجهات المانحة، مثل عمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية الأوروبية (إيكو)، خلال ذروة الجفاف في عام 2023، بتوفير تمويل إضافي لمعالجة آثار سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

وتمكنت منظمة الصحة العالمية، من خلال هذا الدعم، من تعزيز المرافق الصحية المحلية وتلبية احتياجات المجتمعات المتضررة.

قدم مركز سينكادير الصحي، المدعوم بهذا التمويل، خدمات طبية متنوعة لمجتمعات النازحين، بما في ذلك اللقاحات والبرامج الصحية المتكاملة التي توفر الرعاية الطبية والتغذوية اللازمة للأسر النازحة.

تحسين حياة الأسر النازحة

بفضل دعم الجهات المانحة، استمر مركز سينكادير في تقديم الرعاية الصحية لأكثر من 200 مريض يوميًا، معظمهم من الأسر النازحة في المنطقة، ويقدم هذا المركز خدمات طبية تشمل الوقاية من الأمراض المزمنة، مع التركيز على التغذية وعلاج سوء التغذية الحاد.

كما يعمل المركز على تقديم الدعم الحيوي للأطفال والأمهات في هذه المجتمعات الضعيفة.

أشار المشرف على المركز، مختار ديروا لقمان إلى أن معظم الأشخاص الذين يتلقون الرعاية هم من الأمهات والأطفال الذين يعانون من التحديات اليومية بسبب النزوح.

الشراكات الدولية

من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين، تواصل منظمة الصحة العالمية دعم مراكز الرعاية الصحية المحلية التي تواجه تحديات كبيرة في تقديم خدماتها للمجتمعات المتضررة.

وأوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الصومال، الدكتورة رينيه فان دي ويردت، أن الدعم الثابت من الجهات المانحة أسهم في توفير رعاية صحية منقذة للحياة للأسر المتضررة من الجفاف، ما منح الفرصة للأطفال والأسر المعرضة للخطر للحصول على الرعاية اللازمة.

وأكدت أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيز مرونة النظام الصحي لتمكين المجتمعات من الصمود بشكل أفضل في مواجهة الأزمات المستقبلية، وتظل الجهود الإنسانية المستمرة في الصومال شهادة على أهمية التعاون الدولي في معالجة التحديات الصحية وتقديم الأمل للأسر التي تعيش في ظل ظروف صعبة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية