«أكسيوس»: تحذيرات من تداعيات إنهاء عمل الوكالة الأمريكية للتنمية على المناخ العالمي
«أكسيوس»: تحذيرات من تداعيات إنهاء عمل الوكالة الأمريكية للتنمية على المناخ العالمي
حذر تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، الاثنين، من أن إلغاء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وهو التعهد الذي أطلقه رجل الأعمال إيلون ماسك بدعم من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المناطق الأكثر تأثراً بتغير المناخ، مما قد يفاقم الأزمات الإنسانية ويزيد من احتمالات التدخل العسكري الأمريكي في المستقبل.
وأشار التقرير، اليوم الثلاثاء، إلى أن إنهاء المساعدات الإنسانية وبرامج التكيف مع تغير المناخ قد يدفع الجيش الأمريكي إلى التدخل في مزيد من الأزمات العالمية، مؤكدًا أن الوكالة تلعب دورًا حيويًا في مساعدة الدول الهشة على بناء قدراتها لمواجهة الكوارث المناخية المتزايدة.
مخاوف أمنية واستراتيجية
نقل التقرير عن خبراء تحذيرهم من أن تقليص حجم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو إنهاءها بالكامل قد تكون له عواقب أمنية خطيرة، خاصة في ما يتعلق بتغير المناخ.
وأوضح التقرير أن الوكالة، التي تعمل حاليًا تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية، تنفذ مشاريع واسعة النطاق في المناطق الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، مثل إفريقيا وأمريكا الوسطى وأجزاء من آسيا.
وتشمل هذه المشاريع برامج لدعم الإنتاج الزراعي في مواجهة الكوارث الطبيعية، وتعزيز قدرة البنية التحتية على تحمل الظواهر الجوية المتطرفة.
كما استشهد التقرير بوثائق أرشيفية للوكالة، مشيرًا إلى أنها تساعد الدول على خفض انبعاثات الكربون، وحماية الغابات الاستوائية المطيرة، وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
أهمية المساعدات في منع الأزمات
وأكدت شيري جودمان، المسؤولة البارزة في مركز "ويلسون" ورئيسة مجلس إدارة مجلس المخاطر الاستراتيجية، لموقع "أكسيوس" أن تقليص دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سيؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار في المناطق الهشة، حيث سيؤدي غياب المساعدات إلى تفاقم الأزمات، مما يتيح فرصة للجهات الفاعلة غير الحكومية، مثل الجماعات المسلحة، لاستغلال الوضع.
وأضافت أن القرار يضع الولايات المتحدة أمام خيارين: إما الاستثمار الآن في بناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ ومواجهة أزمات الغذاء والجفاف، أو مواجهة تكاليف أعلى لاحقًا من خلال التدخل العسكري في مناطق النزاع.
من جانبه، انتقد السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين قرار ترامب بتجميد عمل الوكالة، محذرًا من أن ذلك قد يضعف نفوذ الولايات المتحدة عالميًا، ويمنح الصين فرصة لتعزيز نفوذها عبر تقديم مساعدات للدول النامية.
وحذر التقرير من أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية قد يؤدي إلى تصاعد النزاعات، خاصة في ما يتعلق بالمنافسة على الموارد الطبيعية مثل المياه، حيث أظهرت بعض الدراسات بالفعل وجود ارتباط بين تغير المناخ والصراعات المسلحة.
المساعدات ودورها في الاستقرار
أشار التقرير إلى أن المساعدات الغذائية التي تقدمها الوكالة، والتي تعتمد على الإنتاج الزراعي الأمريكي، تلعب دورًا رئيسيًا في الحد من الهجرة الجماعية، إذ تساعد في استقرار البلدان الهشة، مما يقلل من تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وهو ما يتناقض مع أهداف إدارة ترامب التي تسعى للحد من الهجرة.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما سيؤول إليه مستقبل الوكالة، في ظل تصاعد الانتقادات، وتركيز إيلون ماسك على إنهائها في الأيام الأخيرة، كما أن تصريح وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي يشغل حاليًا منصب القائم بأعمال مدير الوكالة، يزيد من حالة عدم اليقين بشأن دورها المستقبلي.