«برنامج أممي»: توقعات بزيادة وفيات الإيدز بنسبة 400% بسبب وقف التمويل الأمريكي

«برنامج أممي»: توقعات بزيادة وفيات الإيدز بنسبة 400% بسبب وقف التمويل الأمريكي
محاربة الإيدز – أرشيف

أثار قرار وقف التمويل الأمريكي لبرامج المساعدات الأجنبية حالة من الارتباك في جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وفقًا لما أعلنه برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالفيروس، على الرغم من استثناء البرامج المعنية بمكافحة الإيدز من قرار الوقف، فإن تأثيره امتد ليشمل العديد من الخدمات المجتمعية المرتبطة بالوقاية والعلاج.

ووفقا لتقرير نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، الجمعة، سمح الاستثناء باستمرار المساعدات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك توفير العلاجات المضادة للفيروسات، مما أتاح لـ20 مليون شخص مصاب بالفيروس -من بين 30 مليون شخص متعايش معه عالميًا- الاستمرار في تلقي الأدوية الضرورية.

وأكدت نائبة المدير التنفيذي للبرنامج، كريستين ستيجلينغ، أن هذه الأرقام تعكس مدى اعتماد الاستجابة العالمية لفيروس نقص المناعة على التمويل الأمريكي.

الدور الحاسم للإغاثة الأمريكية

موّلت خطة الرئيس الأمريكي الطارئة للإغاثة من الإيدز (PEPFAR) نحو 70% من الاستجابة الشاملة لمكافحة الفيروس، حيث دعمت بشكل مباشر أكثر من 20 مليون شخص منذ إطلاقها في عام 2003.

وأسهمت الخطة في إنقاذ حياة أكثر من 26 مليون شخص عبر الاستثمار في برامج الوقاية والعلاج والرعاية في 55 دولة، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

وأكدت ستيجلينغ خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أنه على الرغم من الإعفاء الرسمي، فإن توقف التمويل الأمريكي أدى إلى حالة من الارتباك على مستوى الخدمات المجتمعية، موضحة أن انقطاع التمويل أثّر على استمرار خدمات النقل والعاملين الصحيين المجتمعيين، مما أدى إلى تعطل تقديم العلاج للمرضى.

إلغاء عقود آلاف العاملين الصحيين

أدى وقف المساعدات الأمريكية إلى تداعيات خطيرة على العاملين في قطاع الصحة المجتمعية، إذ ألغيت عقود آلاف العاملين الصحيين الذين كانوا يقدمون خدمات التوعية والرعاية للمرضى.

وأوضحت الأمم المتحدة أن العديد من مراكز الإيواء الصحي أُغلقت، مما ترك الفئات الأكثر ضعفًا دون دعم.

في إثيوبيا، تأثرت عقود 5 آلاف عامل صحة عامة بشكل مباشر نتيجة لتوقف التمويل، وأشارت ستيجلينغ إلى إنهاء جميع هذه العقود في مختلف أنحاء البلاد، إلى جانب فقدان 10 آلاف كاتب بيانات، وهو ما يشكل ضربة قاسية لقدرات النظام الصحي في إثيوبيا على تتبع وتوثيق حالات المصابين.

كما حُرمت آلاف النساء والشابات والفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة من الخدمات الأساسية، مثل توزيع الواقيات الذكرية، وإجراء اختبارات فيروس نقص المناعة، وتقديم العلاج المضاد للفيروسات، وتوفير الوقاية قبل التعرض للفيروس، إلى جانب الفحوصات الخاصة بمرض السل وبرامج دعم الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

مخاطر ارتفاع الوفيات

حذّر برنامج الأمم المتحدة المشترك من التأثيرات بعيدة المدى لتجميد التمويل الأمريكي على جهود الوقاية من الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة.

وأوضح البرنامج أن معظم الخدمات المجتمعية التي تركز على الوقاية مهددة بالتوقف، بينما تميل الحكومات الوطنية إلى إعطاء الأولوية لاستمرار علاج المصابين بدلًا من منع الإصابات الجديدة.

وأفادت تقديرات البرنامج بأن عدم إعادة تفويض خطة الإغاثة الأمريكية بين عامي 2025 و2029، وعدم توفير مصادر تمويل بديلة، قد يؤدي إلى زيادة وفيات الإيدز بنسبة 400%، ويعني ذلك تسجيل 6.3 مليون وفاة إضافية مرتبطة بالفيروس خلال هذه الفترة.

جهود لضمان استمرار الخدمات

أكد برنامج الأمم المتحدة المشترك أنه يواصل جهوده لضمان استمرار حصول الأشخاص المتأثرين بالفيروس على الخدمات المنقذة للحياة خلال فترة التوقف التي تمتد لـ90 يومًا.

وتسعى المنظمة إلى إيجاد حلول بديلة لتفادي حدوث انتكاسة في مكافحة الوباء وضمان استمرار وصول العلاج للفئات الأكثر احتياجًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية