ماكرون يشدد على سيادة أوروبا في الذكاء الاصطناعي قبل قمة باريس
ماكرون يشدد على سيادة أوروبا في الذكاء الاصطناعي قبل قمة باريس
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عزمه الدفاع عن السيادة الفرنسية والأوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ضرورة تقليل الاعتماد على عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين والصينيين.
وقالت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت، إن تصريحات ماكرون تأتي قبل أيام قليلة من انعقاد "قمة العمل حول الذكاء الاصطناعي" في باريس، والتي ستجمع ممثلين عن نحو 100 دولة إلى جانب رؤساء شركات تكنولوجية كبرى، مثل سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI المطورة لنظام ChatGPT.
وفي مقابلة مع عدد من الصحف الفرنسية، شدد ماكرون على أن أوروبا بحاجة إلى تسريع جهودها لضمان مكانة مستقلة في هذا القطاع، وقال: “هل نحن مستعدون للكفاح من أجل أن نكون مستقلين تمامًا، أم أننا نسمح باختزال المنافسة إلى معركة بين الولايات المتحدة والصين؟ إذا تداركت أوروبا هذه المسألة، وبسّطت الأمور، وسرّعت الوتيرة، فلديها ورقة تلعبها”.
وأضاف أنه ينبغي للأوروبيين شراء واستخدام الحلول المحلية كلما توفرت، بدلًا من الاعتماد المفرط على الشركات الأمريكية والصينية، مؤكدًا أن باريس تسعى إلى "الذهاب إلى أبعد مدى" لتعزيز قدراتها في هذا المجال.
رهانات القمة والبعد الدولي
تنطلق قمة الذكاء الاصطناعي يوم الاثنين في باريس، برئاسة مشتركة بين فرنسا والهند، وسط تطلعات لصياغة سياسات عالمية لتنظيم الذكاء الاصطناعي.
وتعتبر هذه القمة امتدادًا للجهود الأوروبية لتعزيز الابتكار التكنولوجي وضمان تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تتوافق مع القيم الأوروبية، لا سيما في ما يتعلق بحماية البيانات والأخلاقيات الرقمية.
سباق عالمي في الذكاء الاصطناعي
تأتي تصريحات ماكرون بعد أقل من عامين على الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي، بفضل تقنيات مثل ChatGPT، والتي وضعت الشركات الأمريكية، مثل OpenAI وGoogle، في موقع الريادة. كما تشهد الصين تطورًا سريعًا في هذا المجال، مما يجعل أوروبا في وضع تنافسي حرج.
وتسعى فرنسا، عبر هذه القمة، إلى تقديم بدائل أوروبية قوية، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها على الاقتصاد والأمن والمجتمع.
أوروبا بين التحديات والفرص
في ظل تسارع التطورات التكنولوجية، يواجه الاتحاد الأوروبي تحديًا مزدوجًا يتمثل في تحفيز الابتكار من جهة، وضمان تنظيم فعال يحمي الخصوصية والأمان الرقمي من جهة أخرى.
وتشكل قمة باريس فرصة لأوروبا لإثبات حضورها في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، وسط طموحات فرنسية لقيادة هذا المسار ووضع إطار تنظيمي عادل ومتوازن يعزز من قدرات الشركات الأوروبية في هذا المجال الحيوي.