الأمم المتحدة تعلّق أنشطتها بمناطق يمنية بعد اعتقال عدد من موظفيها

الأمم المتحدة تعلّق أنشطتها بمناطق يمنية بعد اعتقال عدد من موظفيها
ميليشيات الحوثي في اليمن

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، تعليق جميع أنشطتها الإنسانية في محافظة صعدة اليمنية، التي تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي، بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة التي تهدد موظفيها إثر موجة جديدة من الاعتقالات التعسفية نفّذها الحوثيون.

وأكد فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الأمين العام أصدر توجيهًا لوكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها بتعليق كافة عملياتها في محافظة صعدة، نظرًا لانعدام الظروف الأمنية المناسبة وغياب الضمانات الكافية لحماية العاملين في المجال الإنساني، وفق وكالة "فرانس برس".

وأوضح حق، أن "هذا الإجراء الاستثنائي والمؤقت يهدف إلى تحقيق توازن بين الحاجة إلى الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية من جهة، وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة وشركائها من جهة أخرى".

وأضاف أن "التعليق يمنح الوقت للأمم المتحدة وسلطات الأمر الواقع للعمل على تأمين إطلاق سراح الموظفين المعتقلين وضمان توفير بيئة آمنة لاستمرار المساعدات الإنسانية".

تصاعد الاعتقالات

تأتي هذه الخطوة عقب اعتقال ميليشيا الحوثيين، في يناير الماضي، 8 موظفين إضافيين من الأمم المتحدة، بينهم ستة تم احتجازهم في معقل الجماعة بمحافظة صعدة. 

وبذلك يرتفع عدد موظفي الأمم المتحدة المعتقلين لدى ميليشيا الحوثيين إلى أكثر من 15 شخصًا، إضافة إلى عشرات العاملين في منظمات غير حكومية احتُجزوا منذ يونيو الماضي.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أواخر يناير أن ميليشيا الحوثيين اعتقلوا 7 موظفين جدد، قبل أن تقوم بتحديث الرقم إلى ثمانية، في تصعيد يفاقم التوتر بين المنظمة الدولية والجماعة المسلحة.

أزمة إنسانية متفاقمة

يواجه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية، ويحتاج نحو ثلثي سكانه، البالغ عددهم 34 مليون نسمة، إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ما يجعل تعليق الأنشطة في صعدة ضربة قاسية للجهود الإغاثية الدولية.

ورغم خطورة هذا القرار، لم تتمكن الأمم المتحدة حتى الآن من تحديد عدد السكان الذين سيتأثرون بشكل مباشر بتوقّف عملياتها في المحافظة.

مزاعم بالتجسس وتصعيد التوتر

سبق للحوثيين أن برّروا موجة اعتقالات نفذوها في يونيو الماضي بالكشف عن ما وصفوه بـ"شبكة تجسس أمريكية- إسرائيلية"، زاعمين أنها تعمل تحت غطاء منظمات إنسانية، وهو ادعاء رفضته الأمم المتحدة بشدة.

ويعكس هذا التصعيد توتّرًا متزايدًا بين الأمم المتحدة وميليشيا الحوثيين، وسط تعثّر الجهود الأممية لإيجاد حل سياسي ينهي النزاع الدائر في اليمن.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية