توافد حشود على «قبر نافالني» رغم التهديدات والرقابة المشددة

توافد حشود على «قبر نافالني» رغم التهديدات والرقابة المشددة
قبر أليكسي نافالني في موسكو

توافد أكثر من ألف شخص، يوم الأحد، إلى قبر أليكسي نافالني في موسكو لإحياء الذكرى الأولى لوفاته، رغم التهديدات القانونية التي تفرضها السلطات الروسية على أنصاره. 

وامتد طابور المشيعين مئات الأمتار أمام مقبرة بوريسوفسكوي، حيث وضعت الزهور تكريمًا للمعارض البارز، وأقيمت فعاليات مماثلة خارج روسيا في ظل استمرار قمع المعارضة داخل البلاد، وفق وكالة "فرانس برس".

وطالبت ليودميلا نافالنايا، والدة نافالني، خلال كلمة مقتضبة أمام المقبرة، بمحاسبة المسؤولين عن "قتل" ابنها. 

وأكدت أن "العالم بأسره يعرف من أصدر الأوامر، لكننا نريد معرفة الجناة الحقيقيين". 

وأعربت آنا، معالجة نفسية تبلغ 63 عامًا، عن دهشتها من الحشد، قائلة: "لم أتوقع هذا العدد الكبير، أتمنى أن أحتضن الجميع"، فيما أكد ألكسندر، الطالب البالغ 18 عامًا، أنه تغلب على خوفه ليكون هناك "كي لا أشعر بالخجل لاحقًا".

حضور دبلوماسي وتحذيرات رسمية

زار دبلوماسيون غربيون، من بينهم ممثلون عن السفارات الأميركية والفرنسية والإسبانية والنرويجية والاتحاد الأوروبي، القبر في إشارة إلى التضامن مع ذكراه. 

وبالتزامن، أطلقت قنوات موالية للكرملين تحذيرات عبر تطبيق تلغرام تحث المواطنين على عدم زيارة المقبرة، حيث نشر الصحفي الموالي للحكومة دميتري سميرنوف رسالة مفادها: "لا تذهبوا!"، مرفقة بصورة لكاميرات المراقبة عند مدخل المقبرة.

فعاليات تكريمية حول العالم

وفي الخارج، نظّم معارضون فعاليات تكريمية في عدة دول، حيث دعت أرملة نافالني، يوليا نافالنايا، المصنفة أيضًا كـ"متطرفة" في روسيا، إلى استمرار النضال من أجل "روسيا حرة ومسالمة". 

وقالت في رسالة مصورة: "نحن نعلم ما نناضل من أجله، وسنحقق حلم أليكسي". 

وأكدت خلال مشاركتها في فعالية ببرلين، حيث يقيم العديد من أنصار نافالني، أن "الروس الذين بقوا في الداخل يخشون التحدث"، مشيرة إلى أن "علينا أن نكون صوتهم".

إدانات دولية ومسؤولية الكرملين

أثارت وفاة نافالني إدانات دولية واسعة، حيث أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن المعارض "مات لأنه دافع عن الديمقراطية". 

بدورها، حمّلت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "المسؤولية النهائية عن وفاته"، فيما طالبت فرنسا بإجراء "تحقيق مستقل وشامل لكشف الملابسات الكاملة لهذه الوفاة المأساوية".

واصلت السلطات الروسية حملتها ضد المعارضين، إذ حاكمت أربعة صحفيين بتهمة "المشاركة في جماعة متطرفة"، كما صدرت أحكام بالسجن لعدة سنوات على ثلاثة من محامي نافالني بتهمة "نقل رسائله من داخل السجن". 

واعتبر بيان للخارجية الفرنسية أن هذه الإجراءات "دليل على رغبة موسكو في إسكات أي صوت معارض".

معارضة ضعيفة ومنقسمة

بعد مرور عام على وفاته، لا تزال ملابسات وفاة نافالني، البالغ 47 عامًا، غامضة، إذ تزعم السلطات الروسية أنه "انهار أثناء سيره في ساحة السجن"، فيما يؤكد أنصاره أنه "قُتل بأوامر رسمية". 

وشكلت وفاته ضربة قاسية للمعارضة، التي تعاني من القمع والانقسامات، حيث بات قادتها في المنفى عاجزين عن تحريك الداخل الروسي في مواجهة بوتين، وسط استمرار القمع لكل الأصوات المنتقدة للحكومة، خاصة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 3 سنوات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية