«الصليب والهلال الأحمر»: الضغوط المالية تدفع الأوكرانيين للعودة إلى وطنهم
«الصليب والهلال الأحمر»: الضغوط المالية تدفع الأوكرانيين للعودة إلى وطنهم
كشف تقرير جديد صادر عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) أن الضغوط المالية المتزايدة تدفع أعدادًا متزايدة من الأوكرانيين النازحين إلى العودة إلى بلادهم، حتى إلى المناطق القريبة من جبهات القتال، حيث لا يزال الدمار واسع النطاق والتهديدات الأمنية مرتفعة.
ووفقا لبيان نشره الاتحاد، اليوم الاثنين، سلط التقرير الضوء على أوضاع مأساوية يعيشها الأوكرانيون داخل البلاد وخارجها، ففي الدول المضيفة، تراجعت أنظمة الدعم الاجتماعي مع استمرار ارتفاع تكاليف المعيشة، وبالنسبة لكثيرين، خصوصًا كبار السن، تراكمت الديون، وأصبحت الرعاية الصحية بعيدة المنال، فيما باتت التحديات اليومية تفوق قدرتهم على التحمل.
وقالت المديرة الإقليمية للاتحاد في أوروبا، بيرغيت بيشوف إبسن: "وصل الناس إلى نقطة تحول، حيث يتأرجحون بين معاناة النزوح وعدم اليقين الذي يواجهونه عند العودة إلى مناطق قد تكون غير آمنة، سواء اختاروا البقاء أو العودة، فإن احتياجاتهم تتزايد وتتطلب دعماً مستدامًا".
تحديات كبرى تواجه العائدين
أوضح التقرير أن أولئك الذين قرروا العودة يواجهون احتياجات إنسانية هائلة، بدءًا من تأمين الغذاء والاحتياجات الأساسية وصولًا إلى البحث عن فرص عمل، رغم هذه الصعوبات، اختار كثيرون العودة للمساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا، غير مكترثين بالمخاطر التي تنتظرهم.
وأشار التقرير إلى عدد من المؤشرات المهمة، ومنها:
- الضغوط الاقتصادية تدفع إلى العودة: عاد أكثر من نصف الأوكرانيين النازحين بسبب تردي أوضاعهم المالية، بينما اضطر 23% منهم إلى تقليل استهلاكهم الغذائي بسبب نقص الموارد.
- العودة إلى مناطق عالية المخاطر: استقر 27% من العائدين في مناطق قريبة من الخطوط الأمامية رغم التهديدات الأمنية، وأفاد 79% ممن عادوا إلى هذه المناطق بأن لديهم احتياجات إنسانية ملحة لم تتم تلبيتها.
- عبء الديون يتفاقم: وقع ثلث العائدين في فخ الديون، بينما يعاني 12% منهم من ديون ثقيلة لا يستطيعون سدادها.
- كبار السن الأكثر عرضة للخطر: يعتمد 54% من كبار السن الأوكرانيين النازحين على المساعدات الحكومية التي غالبًا ما تكون غير كافية، بينما يعيش 32% منهم بمفردهم، ما يزيد من ضعفهم.
- تراجع الدعم الدولي: يواجه الاتحاد الدولي فجوة تمويلية تصل إلى 280 مليون فرنك سويسري، ما يهدد استمرارية البرامج الإنسانية الأساسية لمساعدة النازحين.
دعوات عاجلة لتعزيز الدعم
حذر الاتحاد الدولي من أن تراجع المساعدات الدولية لعام 2025 يضعف قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة للأزمة المتفاقمة.
وقالت بيشوف إبسن: "بدون تمويل عاجل وإجراءات سياسية واضحة، نضع الأوكرانيين أمام خيار مستحيل: إما الفقر في الخارج أو العودة إلى أوضاع غير آمنة في الداخل، علينا أن نقدم استجابة أفضل".
وواصل الاتحاد الدولي وشركاؤه تقديم المساعدات الحيوية، بما في ذلك الدعم النقدي الطارئ، وخدمات الصحة النفسية، وإمدادات الشتاء الأساسية، ومع واحدة من أكبر العمليات الإنسانية في التاريخ، تدعم 60 جمعية للصليب الأحمر والهلال الأحمر الأوكرانيين المتضررين حول العالم، لكن من دون تمويل مستدام والتزامات سياسية واضحة سيظل ملايين النازحين يواجهون مستقبلاً غامضًا، بلا ضمانات للعيش بكرامة.