«اليونيسف» تحذر من تداعيات الهجمات المستمرة على الأطفال في أوكرانيا
«اليونيسف» تحذر من تداعيات الهجمات المستمرة على الأطفال في أوكرانيا
أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن قلقها إزاء استمرار الهجمات على المناطق المأهولة بالسكان في أوكرانيا، محذرة من تأثيرها المدمر على الأطفال.
وقال ممثل اليونيسف في أوكرانيا، منير محمد زاده، في بيان، الأحد: "لقد صدمتني الهجمات المستمرة التي تستهدف المناطق السكنية، مما يؤدي إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأفادت التقارير الواردة من بولتافا بأن ضربة صاروخية أصابت مبنى سكنيًا، مما أدى إلى جرح ثلاثة أطفال، كما أصيب أربعة أطفال آخرين على الأقل في كراماتورسك وسومي وسينيلنيكوف خلال الأيام الأخيرة.
تداعيات نفسية على الأطفال
لم تتوقف آثار العنف عند الإصابات الجسدية، بل امتدت إلى الجانب النفسي، حيث أكد السيد محمد زاده أن "هذه الهجمات الوحشية لا تؤدي فقط إلى أضرار جسدية وعقلية، بل تؤثر أيضًا على التنمية الشاملة للأطفال".
عانى العديد من الأطفال من صدمات نفسية نتيجة الدمار الذي شهدوه والخوف المستمر من التعرض لهجمات أخرى، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم.
وتواصلت الهجمات لتطال المرافق التعليمية، حيث كشفت التقارير عن تضرر مدرستين في أوديسا، إحداهما كانت قد حصلت على فيلم مقاوم للكسر من اليونيسف، مما ساهم في الحد من الأضرار الداخلية، كما تأثرت مدرستان أخريان في نيكوبول وزابوريزهيا.
ودعت اليونيسف إلى حماية الأطفال والمنشآت الأساسية التي يعتمدون عليها، مثل المدارس والمرافق الصحية والخدمات الاجتماعية وأنظمة الطاقة، مطالبة بتجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المكتظة بالسكان.
أزمة إنسانية متفاقمة
شهدت المناطق المتأثرة بالقتال تفاقمًا في الأزمة الإنسانية، حيث دُمرت منازل ومستشفيات وبنى تحتية حيوية، مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين.
وازدادت وتيرة القتال في دونيتسك وخاركوف، ما أدى إلى نزوح أكثر من 1600 شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال، خلال الأسبوعين الأولين من شهر يناير، كما أصدرت السلطات أوامر بالإخلاء الإجباري للأسر في المناطق عالية الخطورة.
وفي 11 يناير، جرى إجلاء 132 شخصًا، بينهم 12 طفلًا، من منطقة دونيتسك، بينما تم إجلاء 267 طفلًا في 23 يناير من المناطق الخطرة في خاركيف.
النظام الصحي
استمر تدهور الوضع الصحي مع تصاعد أعداد النازحين وتزايد الحاجة إلى الرعاية الطبية الطارئة، وواصلت المنظمات الإنسانية، بالتنسيق مع السلطات المحلية، نشر فرق طبية متنقلة لتقديم الخدمات الصحية الأساسية والدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين.
وفي يناير وحده، قدمت هذه الفرق خدماتها الصحية لـ578 شخصًا في مركزي عبور في منطقتي خاركيف ودنيبرو، وسط جهود حثيثة من قبل مجموعة الصحة، بقيادة منظمة الصحة العالمية، لتنسيق استجابة أكثر من 900 شريك حول العالم.
وأكدت اليونيسف والمنظمات الشريكة ضرورة توفير استجابات فعالة لإنقاذ حياة المتضررين، وضمان وصول الخدمات الصحية إلى الفئات الأكثر ضعفًا، لا سيما الأطفال الذين يحتاجون إلى حماية عاجلة وتعافٍ نفسي وتعليمي لضمان مستقبلهم.