الاتحاد الإفريقي يندد باستمرار «جرائم الحرب» في السودان

ندد الاتحاد الإفريقي، اليوم الأربعاء، بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بصورة متواصلة" في السودان، حيث تستمر الحرب منذ أبريل 2023، مخلفةً عشرات الآلاف من القتلى ونحو 12 مليون نازح.

يسيطر الجيش السوداني على شرق وشمال البلاد، بينما تفرض قوات الدعم السريع نفوذها على معظم مناطق دارفور في الغرب، حيث يقطن ربع سكان السودان البالغ عددهم 50 مليون نسمة، وفق وكالة "فرانس برس".

قلق إفريقي متزايد

أعرب الاتحاد الإفريقي، في بيان رسمي، عن "قلقه إزاء التصعيد المستمر للنزاع" بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، مشددًا على "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".

وعقد مجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي يتخذ من أديس أبابا مقرًا له، اجتماعًا، الجمعة، لمناقشة تطورات الأزمة السودانية. 

وطالبت عدة دول عربية وإفريقية، من بينها الإمارات وإثيوبيا، بضرورة إعلان "هدنة إنسانية" خلال شهر رمضان المقبل.

أزمة إنسانية عالمية

في الأسبوع الماضي، وصف الاتحاد الإفريقي النزاع في السودان بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، محذرًا من أن مئات الآلاف من الأطفال يعانون من سوء التغذية والجوع، وسط تدهور الأوضاع.

وتشير التقارير إلى أن خمس مناطق في السودان، بينها ثلاث في شمال دارفور، تواجه خطر المجاعة، وسط توقعات بأن تمتد الأزمة إلى خمس مناطق إضافية بحلول مايو المقبل، وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة.

الأزمة في السودان

تعثرت الآمال في تحقيق انتقال سياسي سلمي في السودان بحلول نهاية عام 2022، رغم الجهود التي قادتها الأمم المتحدة لدعم عملية سلام تهدف إلى إقامة إدارة مدنية. 

وفي ديسمبر 2022، أكد الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتيس، أن الاتفاق السياسي النهائي يجب أن يمهد الطريق أمام بناء دولة ديمقراطية، لكنه حذر من استمرار القضايا الخلافية، خاصة دمج القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وتفاقمت التوترات بين الطرفين مطلع عام 2023، وتصاعدت الاشتباكات المتقطعة إلى حرب شاملة عقب هجوم قوات الدعم السريع على الخرطوم في 15 أبريل 2023، ومع امتداد القتال إلى مناطق أخرى، اضطرت الأمم المتحدة إلى إخلاء العاصمة ونقل مقر عملياتها إلى مدينة بورتسودان الأكثر استقرارًا.