«الصحة العالمية» تحذّر من الفشل في التوصل إلى معاهدة الأوبئة

«الصحة العالمية» تحذّر من الفشل في التوصل إلى معاهدة الأوبئة
منظمة الصحة العالمية- أرشيف

حذّر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، من أن التاريخ لن يغفر للدول إذا فشلت في التوصل إلى اتفاق دولي بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد لها، وذلك مع اقتراب موعد انتهاء المفاوضات وتباطؤ وتيرتها. 

وأكد تيدروس، الجمعة، أن العالم يقف على أعتاب توقيع اتفاقية تاريخية بعد أسبوع من المحادثات المكثفة، مشددًا على أهمية استكمال الاتفاق في الوقت المحدد، وفق وكالة "فرانس برس".

وأوضح تيدروس أن المفاوضات حققت تقدمًا، وإن كان أقل من التوقعات، مشيرًا إلى أن الدول لا تزال قريبة من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن معاهدة الأوبئة. 

ومع بقاء 5 أيام فقط من المفاوضات الرسمية، المقرر عقدها بين 7 و11 أبريل المقبل، وافقت الدول الأعضاء على عقد اجتماعات غير رسمية في مارس لمحاولة كسر حالة الجمود.

نقطة حاسمة في صياغة الاتفاقية

حث تيدروس الدول على تجاوز الخلافات البسيطة مثل "كلمة أو فاصلة أو نسبة مئوية" التي قد تعيق التوصل إلى اتفاق شامل. 

وأضاف: "أنتم قريبون جدًا من كتابة فصل تاريخي جديد، فلا تفشلوا في ذلك بسبب السعي للكمال على حساب تحقيق الخير العام".. وحذر من أن أي إخفاق في التوصل إلى اتفاق سيُعد فشلًا في الوفاء بالالتزامات تجاه الأجيال المقبلة.

وانطلقت الجولة الثالثة عشرة من المحادثات وسط إعلان الولايات المتحدة رسميًا انسحابها من محادثات المعاهدة، إلى جانب خروجها من منظمة الصحة العالمية في وقت سابق. 

وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية أن هناك تفاؤلًا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، على الرغم من انسحاب واشنطن الذي قد يُعقّد المفاوضات.

تضارب الآراء

على الرغم من الاتفاق على جزء كبير من نص المسودة، لا تزال هناك خلافات رئيسية تتعلق بمشاركة البيانات حول مسببات الأمراض المحتملة، إضافة إلى كيفية توزيع الفوائد الناتجة عن تلك البيانات، مثل اللقاحات والاختبارات والعلاجات، وتُعد هذه القضايا من أكثر النقاط المثيرة للجدل بين الدول الأعضاء.

وبدأت الجهود لصياغة معاهدة دولية للوقاية من الأوبئة في ديسمبر 2021، عقب كارثة جائحة كوفيد-19، التي أسفرت عن وفاة ملايين الأشخاص وأدت إلى انهيار الأنظمة الصحية عالميًا، إلى جانب تسببها في دمار اقتصادي واسع. 

وتهدف المعاهدة إلى وضع آليات للاستعداد المبكر للأوبئة وضمان استجابة فعالة في المستقبل.

إشارة إلى أهمية التعددية

أصر تيدروس على أن التوصل إلى اتفاق سيكون بمثابة إشارة إيجابية على قدرة التعددية الدولية على تحقيق تقدم، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية. 

وأضاف: "إن إبرام اتفاق بشأن الأوبئة سيكون رمزًا للأمل في عالم يواجه تحديات متزايدة".

ومن المتوقع أن تُعرض نتائج المحادثات على الجمعية السنوية لمنظمة الصحة العالمية في مايو المقبل، حيث ستقرر الدول الأعضاء ما إذا كانت ستُصدق على الاتفاقية، في خطوة يُنظر إليها على أنها مفصلية في تاريخ العمل الصحي العالمي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية