«غابة المستقبل».. مختبر فرنسي لمواجهة تغير المناخ

«غابة المستقبل».. مختبر فرنسي لمواجهة تغير المناخ
غابة المستقبل في فرنسا

بدأت فرنسا تنفيذ مشروع بيئي رائد يهدف إلى تحويل إحدى غابات سلسلة جبال فوج، شرق البلاد، إلى مختبر مفتوح لمواجهة تداعيات التغير المناخي، خاصة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة

وذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد، أنه في وادي مانستر بمنطقة الألزاس وعلى ارتفاع 600 متر، يقوم موظفون من تعاونية "فوريه ديسي" بزراعة أنواع جديدة من الأشجار بين أشجار الزان والتنوب المنتشرة حاليًا، والتي أصبحت تعاني ضعفًا في مقاومتها أمام التغيرات المناخية المتسارعة.

وأوضح كلود ميشيل، المراقب من متنزه "بالون دي فوج" الإقليمي، أن هذه المساحة الخاصة التي تبلغ 6.5 هكتار تعمل كموقع تجريبي لاختبار قدرة الأشجار على التأقلم مع الجفاف ونقص المياه. 

وأضاف أن الهدف من هذا المشروع هو تطوير "غابة الغد" من خلال تعزيز عملية التجديد الطبيعي للأشجار البالغة، بالإضافة إلى زراعة أنواع جديدة قد تكون أكثر مقاومة للظروف البيئية المستقبلية.

فسيفساء الغابة وأنواع متكيفة

تم إدخال أنواع من الأشجار تعود أصولها إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، مثل الكستناء، والقيقب، وأشجار الصنوبر الكورسيكية. 

ويُعتقد أن هذه الأنواع قادرة على التكيف بشكل أفضل مع درجات الحرارة المرتفعة والجفاف المتوقع في المستقبل. 

وأكد ميشيل أن تنوع الأنواع في الغابة يسهم في حماية الأشجار من الأمراض، ويبطئ انتشار الطفيليات.

مخاطر مستقبلية وتحديات بيئية

بحسب توقعات الهيئة الفرنسية للأرصاد الجوية، قد ترتفع درجات الحرارة في فرنسا بمقدار 4 درجات مئوية بحلول عام 2100 مقارنةً بالعصر الصناعي، مما يهدد نصف الغابات الفرنسية بعدم القدرة على التكيف مع هذه الظروف القاسية. 

وفي المناطق الجبلية، تُظهر الدراسات الحديثة أن أكثر من نصف هذه الغابات مهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ.

تُعد خنفساء اللحاء من التحديات الكبرى التي تواجه غابات التنوب في شرق فرنسا، حيث يؤدي التغير المناخي إلى تسريع انتشارها، مما يتسبب في جفاف الأشجار وموتها. 

وتعمل الهيئة الوطنية للغابات على إطلاق مشاريع مكثفة لحماية هذه الغابات، بينما يواجه أصحاب الغابات الخاصة، التي تغطي 75% من الأراضي الفرنسية، مسؤولية إدارة هذه المخاطر بأنفسهم.

تكلفة وتطلعات مستقبلية

تُقدر التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بنحو 665 ألف يورو، يتحمل المالك الجزء الأكبر منها. 

ويأمل المشرفون على المشروع أن يشجع هذا النهج الديناميكي أصحاب الأراضي الخاصة على تكييف غاباتهم بما يتماشى مع تحديات التغير المناخي، ما يسهم في الحفاظ على الغابات الفرنسية للأجيال القادمة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية