تقرير أممي: 638 ألف شخص يواجهون الجوع الكارثي في السودان

تقرير أممي: 638 ألف شخص يواجهون الجوع الكارثي في السودان
مجموعة من النازحين الفارين من الصراع في السودان

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، عن تلقي تقارير مقلقة بشأن وفاة أشخاص بسبب الجوع في عدة مناطق سودانية، بما في ذلك دارفور وكردفان والخرطوم.

وكشف دوغاريك، خلال المؤتمر الصحفي اليومي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الأربعاء، أن لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي رصدت أدلة معقولة على انتشار المجاعة في خمس مناطق على الأقل داخل السودان.

وشملت هذه المناطق مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام في شمال دارفور، بالإضافة إلى موقعين في جبال النوبة الغربية، مما أثر بشكل كبير على السكان المحليين والنازحين داخليًا.

أرقام صادمة عن سوء التغذية

أكدت التقارير الأممية أن نحو 638 ألف شخص في السودان يعانون من مستويات جوع كارثية، وهو ما يُصنف ضمن المرحلة الخامسة وفقًا للتصنيف المتكامل للأمن الغذائي.

وأوضح دوغاريك أن هذه الأوضاع تُعد مأساوية للغاية، مشيرًا إلى أن نحو 4.7 مليون طفل دون سن الخامسة، إضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات والفتيات، يعانون من سوء تغذية حاد في السودان.

النازحون يواجهون المجاعة

ذكر المتحدث الأممي أن سكان مخيم زمزم، الذي يتعرض لقصف متكرر، اضطروا إلى اللجوء إلى تدابير قاسية للبقاء على قيد الحياة في ظل نقص الغذاء الحاد.

وأشار إلى أن بعض الأسر لجأت إلى تناول قشور الفول السوداني المخلوطة بالزيت، وهي مواد تستخدم عادة كعلف للحيوانات، في محاولة يائسة لتجنب الجوع القاتل.

وحث دوغاريك جميع أطراف النزاع في السودان على وقف الأعمال القتالية ووضع مصلحة المدنيين فوق كل اعتبار.

وشدد على الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق الوصول الإنساني وفتح ممرات جديدة لنقل المساعدات، سواء عبر الحدود أو من خلال خطوط المواجهة داخل البلاد، لإنقاذ حياة الآلاف من خطر الموت جوعًا.

ورحب المتحدث الأممي بقرار السلطات السودانية الإبقاء على معبر أدري الحدودي مع تشاد مفتوحًا، معتبرًا أن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز تدفق المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في المناطق المنكوبة بالجوع.

الأوضاع الإنسانية في السودان

شهد السودان تدهورًا حادًا في الأوضاع الإنسانية منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وتسببت المعارك في نزوح الملايين داخل البلاد وخارجها، بينما انهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في العديد من المناطق، خاصة في العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان.

وعانى السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، حيث أدت القيود على وصول المساعدات الإنسانية إلى تفاقم الأزمة، وسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة، وتفيد التقارير الأممية بأن أكثر من 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وفي ظل استمرار النزاع وانهيار الخدمات الأساسية، تتزايد المخاوف من انتشار الأوبئة وسوء التغذية، مما يفاقم معاناة المدنيين، وخاصة النساء والأطفال.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية