‎دوزن تيكال.. الصحفية المهاجرة والصوت القوي المدافع عن المرأة وحقوق الأقليات

‎دوزن تيكال.. الصحفية المهاجرة والصوت القوي المدافع عن المرأة وحقوق الأقليات
الصحفية والكاتبة الأيزيدية دوزن تيكال

تسلّمت الصحفية والكاتبة وصانعة الأفلام الوثائقية الألمانية من الأصول الكردية الأيزيدية، دوزن تيكال، هذا الشهر جائزة بفورتسهايم الدولية الثانية للسلام لعام 2025 تكريماً لها، لجهودها البارزة في الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم الأقليات وتعزيز السلام والتعايش الديمقراطي.

مفوض مكافحة معاداة السامية في ولاية بادن فورتمبيرغ، ميشائيل بلومه، الذي سلمها الجائزة، قال إنها "صوت قوي" في مواجهة اضطهاد المرأة والأقليات، واستطاعت من خلال عملها الصحفي أن تُرسي معايير جديدة في أخلاقيات الإعلام، خاصةً في العراق، حيث تناولت قضايا إنسانية مؤثرة بكلمات صادقة وأسلوب جريء.

وبعد تسلمها الجائزة وجهت دوزن رسالة خاصة للمجتمع الألماني انتقدت فيها التصورات السائدة التي تلقي باللوم على الهجرة في معظم المشكلات المجتمعية وأن اليمين المتطرف بات يفرض رؤيته على الخطاب العام.

الهجرة إلى ألمانيا

والدا تيكال هاجرا إلى ألمانيا في سبعينيات القرن العشرين كمهاجرَين من جنوب شرق تركيا، بعدما تعرضا للاضطهاد باعتبارهما من الأكراد وجزءاً من المجتمع الديني الأيزيدي.

ولدت دوزن في هانوفر عام 1978، وفي عام 1998 تخرجت في المدرسة الثانوية، وفي عام 2002 بدأت دراسة العلوم السياسية واللغة والأدب الألماني في جامعة لايبنتس في هانوفر.

وتخرجت في عام 2007 وحصلت على درجة الماجستير، ركزت أطروحتها على الأيزيديين الأكراد في ألمانيا وبحثت في الظروف الاجتماعية والسياسية لاندماجهم في المجتمع الألماني.

الإبادة الجماعية ضد الأيزيديين

ومع صعود تنظيم داعش في العراق والجرائم التي ارتكبها بحق الأقليات هناك برزت بشكل واضح على الساحة العالمية عندما أصدرت فيلمها الأول الذي يركز على الدمار الذي تسبب فيه تنظيم داعش والإبادة الجماعية ضد الأيزيديين الذين يعيشون في شمال العراق، وخاصة العنف ضد المرأة. 

وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان هوف السينمائي الدولي التاسع والأربعين في عام 2015 كما عرض في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك في عام 2017.

وكانت "دوزن تيكال" أول من أجرى لقاء مع نادية مراد التي تحولت قصتها إلى أيقونة عالمية تبرز الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في حق المدنيين بمناطق سيطرته.

جمعية لتمكين المرأة 

وأسست تيكال مع شقيقتها لاعبة كرة القدم المحترفة السابقة توبا تيكال جمعية غير ربحية للمساعدات الإنسانية Háwar help، وهي رئيستها وتدير الجمعية العديد من المشاريع التي تركز على تمكين المرأة وحقوقها، ووفرت المؤسسة أماكن آمنة للنساء في العراق بعد الحرب على داعش.

في عام 2019، أسست مبادرة تنظم حوارات حول القيم في المدارس الألمانية بهدف تعليم الشباب قيم الحرية وتقرير المصير ومنع التطرف، وأطلقت منصة تمكن الأشخاص من أصول مهاجرة من مشاركة حياتهم وقصص نجاحهم كحافز للمهاجرين الآخرين. 

وبعد التطورات الأخيرة عملت على تقديم الدعم للمواطنين هناك، خاصة النساء، ووصفت الأمر قائلة "لقد أعطتني الصور التي شاهدناها من أفغانستان شعوراً بأنني عشت الموقف نفسه من قبل، كان مشابهاً للوضع اليائس الذي واجهه الأيزيديون".

جوائز وأوسمة

وحصلت تيكال على العديد من الأوسمة، بما في ذلك "صليب الاستحقاق" من جمهورية ألمانيا الاتحادية، وجائزة التلفزيون البافاري في عام 2010، وجائزة BNK الإعلامية في عام 2013، وجائزة حقوق الإنسان والشجاعة من اتحاد الصحفيين في عام 2016، وجائزة AJC RAMER لعام 2017 للشجاعة في الدفاع عن الديمقراطية.

واختارتها مؤسسة "الحركة الأوروبية- ألمانيا" للتكريم لعام 2018؛ نظراً لدورها البارز في الدفاع عن ضحايا الحروب ومحاربة التطرّف.

وقالت عن التكريم: "هذه الجائزة تعني لها ولكل النساء الأيزيديات الكثير، وتجعلني فخورة بالمرأة الأيزيدية لكونها امرأة مميزة وقوية ولها حضور في كل مكان".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية