الأمم المتحدة تكثّف المساعدات إلى سوريا رغم استمرار العمليات العسكرية
الأمم المتحدة تكثّف المساعدات إلى سوريا رغم استمرار العمليات العسكرية
أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، عن تكثيف عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا، في ظل استمرار المواجهات المسلحة التي تلقي بظلالها على المدنيين وتحدّ من إمكانية الوصول إلى بعض المناطق داخل البلاد
ونقلت أخبار الأمم المتحدة، عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، أن قوافل الإغاثة القادمة من تركيا لا تزال تصل إلى إدلب عبر معبر باب الهوى، حيث تحمل مساعدات حيوية للسكان الذين يعانون من أوضاع إنسانية متدهورة.
وأوضح دوغاريك، أن "43 شاحنة عبرت الحدود يوم الثلاثاء، محمّلة بأكثر من 1000 طن متري من المواد الغذائية التي يقدّمها برنامج الأغذية العالمي، إلى جانب بطانيات ومصابيح شمسية ومواد إغاثية أخرى وفّرتها المنظمة الدولية للهجرة".
وسجّلت الأمم المتحدة عبور ما يقارب 400 شاحنة مساعدات من تركيا إلى سوريا منذ مطلع العام الجاري، وهو ما يزيد بمقدار خمسة أضعاف عن عدد الشاحنات التي عبرت خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
جهود إعادة الإعمار مستمرة
واصلت المنظمات الإنسانية في سوريا تنفيذ مشاريع لإعادة تأهيل البنية التحتية، بهدف تحسين الظروف المعيشية واستعادة الخدمات الأساسية التي تعطّلت بسبب النزاع المستمر.
وشهد شمال غرب البلاد ترميم 350 منزلاً منذ شهر يناير، فيما حصل أكثر من 700 شخص في دمشق والمناطق الريفية المحيطة بها على دعم لترميم منازلهم المتضررة.
ونجحت الفرق الإنسانية، خلال الأسبوعين الأخيرين، في إعادة تأهيل ثلاث محطات مياه في محافظة اللاذقية، مما ساعد آلاف السكان على الوصول إلى مياه نظيفة بعد معاناة طويلة مع شح الموارد المائية.
وأكّد دوغاريك أن "الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم هذه المساعدات وفقاً للظروف الأمنية والتمويلية المتاحة"، مشيراً إلى أن حجم الدمار الذي خلّفته سنوات الحرب لا يزال يشكّل تحدياً هائلاً أمام جهود إعادة البناء.
أضرار في البنية التحتية
سجّلت فرق الإغاثة تدمير 34 منشأة خدمية في أحياء حلب التي شهدت معارك عنيفة خلال السنوات الماضية، حيث لحقت أضرار بالغة بمرافق الرعاية الصحية والمدارس والخدمات الأساسية الأخرى، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإعادة تأهيلها وضمان استمرارية عملها لخدمة السكان.
واستمرّت المواجهات المسلحة في عدد من المناطق، ما تسبّب في سقوط ضحايا وعرقلة وصول المساعدات إلى بعض المناطق المتضررة.
وأشار دوغاريك إلى أن مناطق في شرق حلب، خاصة بالقرب من سد تشرين ومحطة ضخ مياه الخفسة، شهدت تصعيداً عسكرياً، تسبّب في وقوع خسائر بشرية وتعطيل عمليات الإغاثة، كما تأثرت مناطق في جنوب سوريا بتدهور الأوضاع الأمنية، مما أدى إلى فرض قيود على حركة المدنيين وعمل فرق الإغاثة.
عودة أكثر من مليون نازح
وثّقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة أكثر من مليون نازح سوري إلى مناطقهم الأصلية منذ ديسمبر الماضي، في ظل تراجع حدّة المعارك في بعض المناطق.
وشملت حالات العودة حوالي 292150 لاجئاً عادوا من دول الجوار، مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، حتى 20 فبراير الجاري، إضافة إلى 829490 نازحاً داخلياً عادوا إلى منازلهم بعد سنوات من التهجير.
وتابعت المفوضية مراقبة حالات العودة الطوعية، حيث قدّمت استشارات قانونية للعائدين وساعدت بعضهم في تأمين وسائل النقل، لا سيّما في الأردن.
تقديم الدعم اللازم للعائدين
وفي داخل سوريا، كثّفت فرق الإغاثة جهودها لتقديم الدعم اللازم للعائدين، بما في ذلك توفير الحماية الإنسانية والمساعدة في إعادة بناء المنازل.
وأكّدت المفوضية أن "الأولوية خلال الأشهر الشتوية الباردة تمثّلت في توزيع مواد الإغاثة الأساسية والملابس الدافئة، إضافة إلى تنفيذ إصلاحات عاجلة في الملاجئ، مثل تركيب نوافذ وأبواب جديدة، لتعزيز قدرة العائدين على مواجهة البرد القارس".