ردود فعل أمريكية وغربية متباينة بعد المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي
ردود فعل أمريكية وغربية متباينة بعد المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي
أثارت مشادة كلامية غير مسبوقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، في المكتب البيضوي، صدمة في الأوساط السياسية الدولية، حيث شهد اللقاء أجواء مشحونة، إذ تبادل الطرفان الاتهامات بصوت مرتفع، في حين شارك نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس في النقاش الحاد.
ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، اتهم ترامب زيلينسكي بـ"عدم احترام الولايات المتحدة"، بعدما جاء الأخير إلى واشنطن لطلب دعم إضافي في حرب بلاده المستمرة منذ ثلاث سنوات ضد روسيا، واستمر السجال لعدة دقائق، حيث قاطع القادة الثلاثة بعضهم البعض بشكل متكرر، ما عكس حدة الخلاف بين الحليفين.
ورحّبت روسيا بالسجال بين ترامب وزيلينسكي، حيث وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تصرف ترامب بأنه "تحلَّى بضبط النفس" لعدم لجوئه إلى العنف خلال المواجهة، وكتبت على منصّة تلغرام: "امتناع ترامب وفانس عن ضرب هذه الحثالة معجزة في ضبط النفس".
وأشاد كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، بالمواجهة، واصفًا إياها بـ"التاريخية"، في حين اعتبر دميتري مدفيدف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أن "للمرة الأولى، قال ترامب الحقيقة للمهرج مدمن الكوكايين"، في إشارة إلى زيلينسكي.
أوكرانيا تشدد على الضمانات
أكد رئيس الوزراء الأوكراني، دنيش شميغال، أن "السلام دون ضمانات مستحيل"، في تعليق مباشر على المشادة بين الزعيمين.
وشدد عبر منصة "إكس" على أن "الرئيس زيلينسكي على حق.. فوقف إطلاق النار من دون ضمانات يفضي إلى احتلال روسي للقارة الأوروبية برمتها".
وأعرب قائد الجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، عن دعمه لزيلينسكي، مؤكدًا أن "القوات المسلحة مع أوكرانيا، ومع الشعب، ومع القائد الأعلى.. قوتنا في وحدتنا".
أوروبا تساند كييف
تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنتونيو كوستا، بدعم زيلينسكي، مؤكدين في بيان مشترك: "لن تكون أبدًا وحدك.. كن قويًا، كن شجاعًا، كن مقدامًا.. سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم".
وانتقدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، موقف واشنطن، مشيرة إلى أن "اليوم أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد.. الأمر يعود لنا كأوروبيين لقبول هذا التحدي"، مضيفة: "أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانبها".
فرنسا
دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى التذكير بأن "المعتدي هو روسيا، والشعب المعتدى عليه هو أوكرانيا"، مضيفًا: "أرى أننا كنا جميعًا على حق في مساعدة أوكرانيا ومعاقبة روسيا قبل ثلاث سنوات، وفي الاستمرار في القيام بذلك".
المجر
في المقابل، شكر رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الرئيس الأمريكي على "وقوفه إلى جانب السلام"، مؤكدًا عبر "إكس": "الرجال الأشداء يصنعون السلام، والرجال الضعفاء يصنعون الحروب.. اليوم، وقف الرئيس ترامب بشجاعة إلى جانب السلام، شكرًا لك".
بولندا
أكد رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، دعمه لكييف، قائلاً: "عزيزي زيلينسكي، أصدقائي الأوكرانيين الأعزاء، لستم وحدكم".
إسبانيا
وأعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عبر "إكس": "أوكرانيا، إسبانيا تقف إلى جانبك"، مؤكدًا استمرار بلاده في دعم كييف.
ألمانيا
أما المستشار الألماني، أولاف شولتس، فأكد أن "أوكرانيا يمكنها الاعتماد على ألمانيا وأوروبا"، فيما شددت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، على أن "ألمانيا وحلفاءها الأوروبيين متحدون إلى جانب أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".
إيطاليا
طالبت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، بعقد "قمة من دون تأخير" بين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما لمناقشة التداعيات السياسية والعسكرية الراهنة.
وأكدت في بيان: "قمة ضرورية بين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما من أجل البحث في الطريقة التي ننوي بها مواجهة التحديات الكبرى الحالية، بدءًا من أوكرانيا التي دافعنا عنها معًا خلال السنوات الأخيرة".
هولندا
أكد رئيس الوزراء الهولندي، ديك شوف، أن "دعم هولندا لأوكرانيا لا يتزعزع، خصوصًا الآن.. نريد سلامًا دائمًا ونهاية لحرب العدوان التي باشرتها روسيا".
كندا
وشددت وزيرة خارجية كندا، ميلاني جولي، على أن "أوكرانيا تكافح من أجل حريتها وحريتنا"، محذرة من أن "الروس سجلوا المشادة التي حصلت اليوم.. هدفنا هو التأكد من استمرار دعم الأوكرانيين".
الدنمارك
كما أكدت رئيسة وزراء الدنمارك، ميته فريدريكسن، أن بلادها "فخورة بالوقوف إلى جانب أوكرانيا".
انتقادات داخل الولايات المتحدة
هاجم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، الرئيس ترامب ونائبه جاي دي فانس، متهمًا إياهما بـ"القيام بعمل قذر لحساب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
أثارت هذه المواجهة بين ترامب وزيلينسكي جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة وحول العالم، في وقت تواصل فيه كييف سعيها للحصول على دعم غربي أكبر لمواجهة الهجوم الروسي المستمر.