"العنود".. فتاة يمنية تكافح الفقر والحرب والجفاف من أجل تحقيق آمالها

"العنود".. فتاة يمنية تكافح الفقر والحرب والجفاف من أجل تحقيق آمالها
مهمة جلب المياه

 

بينما تواجه النساء في المناطق الريفية في اليمن العديد من الصعوبات، في ظل الصراع المستمر منذ سنوات والتغيرات المناخية القاسية ومعدلات الفقر العالية، إلا أن لديهن العديد من قصص النجاح أيضًا، ومن الأمثلة على ذلك "العنود" (22 عامًا).

العنود، من قرية قهال، مكنها تصميمها من التغلب على الظروف الصعبة ومواصلة تعليمها على الرغم من تحمل العديد من المسؤوليات في مزرعة عائلتها، بما في ذلك رعي الحيوانات وجلب المياه.

تبدأ "العنود" يومها في الصباح الباكر، بعد أن تنتهي من بعض الأعمال المنزلية، تعمل في الخارج في جمع علف الماشية وحطب الوقود.

وفي أيام الدراسة، تقسم وقتها بين المدرسة والمنزل، تقول: "أنا أعيش في بيئة ريفية، والحياة هنا ليست سهلة.. أؤدي مهام روتينية مرهقة كل يوم، لكنها أصبحت جزءًا من روتيني اليومي".

ألهمها عملها الشاق أن تكون طموحة، “أريد أن أكمل تعليمي وأن أحصل على شهادة جامعية، أريد إجراء تغيير جذري في حياتي وأن أكون قادرة على خدمة مجتمعي”.

وتقع مهمة جلب المياه في ريف اليمن إلى حد كبير على عاتق النساء والفتيات، بما يمكن أن يتضمنه ذلك من مخاطر وقطع مسافات طويلة لتجميع المياه التي غالبًا ما تكون متسخة ولا تلبي الاحتياجات الأساسية.

وفي قرية "قهال" اليمنية بمحافظة عمران شمال اليمن، كان المصدر الرئيسي للمياه هو برك مياه الأمطار القديمة التي كانت تمتلئ خلال فصل الصيف، كانت هذه المياه تغذي المحاصيل والحيوانات وتستخدم في تنظيف المنازل وغسل الملابس وتوفير مياه الشرب، ولكنها لم تعد تغطي جميع احتياجات القرية، ما اضطر الناس إلى شراء المياه من شاحنات التوصيل، وفقا لتقرير نشره الموقع الرسمي للبنك الدولي.

كاتبا صياد، وهي امرأة تبلغ من العمر 60 عامًا من "قهال"، تصف جلب الماء بأنه "مهمة مرهقة للناس، وخاصة النساء".

تقول "كاتبا": أصبح تكلفة شاحنة توصيل المياه 30 ألف ريال يمني أو 120 دولارًا أمريكيًا "إنه مبلغًا باهظًا لا يستطيع الكثير من الناس تحمله".

واستجابة لذلك سعى مشروع الاستجابة الطارئة للأزمات التابع للبنك الدولي إلى معالجة هذا الوضع من خلال توفير وصول أقرب إلى المياه النظيفة، وهو عامل تغيير حياة سكان الريف في قهال والقرى الأخرى.

وبتمويل من المؤسسة الدولية للتنمية وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الأشغال العامة، ساعد المشروع في بناء خزانات لتجميع المياه.

تقول "كاتبا": " زودتنا المشاريع الفرعية للسد وخزان المياه بمياه الشرب النظيفة، وقد أدى المشروعان الفرعيان إلى تحسين مستوى الصحة العامة وتقليص حالات الإصابة بالكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه".

وفي جميع أنحاء اليمن، قام المشروع ببناء 1279 خزانًا عامًا و30686 صهريجًا لتجميع مياه الأمطار للأسر المعيشية، لتوفير ما يقرب من 900 ألف متر مكعب من المياه.

وفي بلد يعاني من ندرة المياه مثل اليمن، تعالج هذه الأنظمة العطش والأمراض المرتبطة بالنظافة وسوء الصرف الصحي، وتحمي النساء والفتيات الريفيات اللائي يتحملن عبء جلب المياه.

ومع إدارة المياه بشكل أفضل، تأتي الزراعة بشكل أفضل، حيث يعمل المشروع أيضًا على زيادة إنتاج الغذاء، جزئيًا من خلال تحسين التقنيات الزراعية، حيث ساعدت حتى الآن في استعادة أكثر من 24 ألف هكتار من الأراضي الزراعية وزود 7720 مزارعًا بالمعدات الزراعية الحديثة والتدريب لتحسين الإنتاجية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية