«لن نكون جسراً لمطامعه».. دروز سوريا يرفضون دعوة نتنياهو لحمايتهم

«لن نكون جسراً لمطامعه».. دروز سوريا يرفضون دعوة نتنياهو لحمايتهم
الدروز في سوريا - أرشيف

رفض أبناء طائفة الموحدين الدروز في سوريا، يوم الاثنين، دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحمايتهم، مؤكدين انتماءهم الوطني، ورفضهم أن يكونوا جسراً لمطامعه السياسية.

ويرفض السوريون، بمن فيهم أبناء الطائفة الدرزية، أي تدخل إسرائيلي في شؤونهم، مشددين على أن محاولات إسرائيل لاستغلال الأقليات لتحقيق أهدافها الجيوسياسية لن تجد صدى في سوريا، وفق "روسيا اليوم".

وشدد عامر زيدان، مدرس مادة التاريخ في بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية، على أن تاريخ الدروز في سوريا يؤكد وفاءهم لوطنهم ورفضهم أي تواطؤ مع إسرائيل.

وأوضح زيدان أن إسرائيل تلجأ إلى اللعب على وتر الأقليات لزعزعة الاستقرار في سوريا، لافتاً إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إضعاف السلطة المركزية في دمشق. 

وأضاف أن الدروز السوريين ردّوا بوضوح على تصريحات نتنياهو عبر مظاهرات وبيانات منددة، مؤكدين تمسكهم بوحدة البلاد.

إسرائيل تعلن شيئاً وتفعل عكسه

أكد الشيخ أدهم عبد الحق من مدينة السويداء، أن إسرائيل تدّعي حماية الدروز، في حين تسعى في الخفاء لتحقيق مصالحها التوسعية من خلال تأجيج الانقسامات الطائفية في سوريا.

وأشار إلى أن التاريخ الوطني للدروز يثبت ولاءهم لسوريا، مستشهداً بدور الزعيم الدرزي سلطان باشا الأطرش في قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي.

وشدد الشيخ أدهم عبد الحق، على أن إرثه الوطني لا يمكن المساس به بسبب خلافات سياسية داخلية.

قلق مشروع لكن لا جزع

من جانبه، أوضح الدكتور ملهم راشد، من مدينة الجديدة بريف دمشق، أن الأقليات في سوريا تمرّ بمرحلة قلق خلال التحولات السياسية، لكنه شدد على أن هذا القلق لا يعني الانسياق وراء مشاريع خارجية.

وأضاف راشد أن دروز سوريا لم ولن يقبلوا بالحماية الإسرائيلية، مؤكداً أن الحل يكمن في تكاتف السوريين لحماية وطنهم بأنفسهم، ضمن دولة يسودها العدل والمواطنة الحقيقية.

مطالبات بإصلاح داخلي

في السياق، أكد أبناء الطائفة الدرزية الذين تحدثوا لوسائل الإعلام رفضهم الدعم الإسرائيلي المشبوه، لكنهم طالبوا الحكومة السورية باتخاذ خطوات حقيقية لطمأنة جميع الطوائف، عبر تبني خطاب وطني شامل يعزز الوحدة بين أبناء الوطن.

ودعا المحلل السياسي وسام حسون، الحكومة السورية إلى نبذ الطائفية، محذراً من أن استمرار النهج الإقصائي قد يعزز الادعاءات الإسرائيلية بتمثيلها للأقليات.

وأكد حسون أن إسرائيل تسعى لإقناع الدروز السوريين بأن وضعهم داخل إسرائيل هو النموذج الأفضل، محذراً من أن هذه السياسة تهدف إلى شرعنة وجود إسرائيل العسكري في سوريا عبر خلق ذريعة "حماية الأقليات".

تحذير من أخطار الانقسام

في ختام حديثه، شدد حسون على أن غياب الإصلاح السياسي، ورفض تبني نهج ديمقراطي حقيقي في سوريا، قد يمنح إسرائيل فرصة للتلاعب بالمجتمع السوري، مؤكداً أن تحقيق العدالة والمواطنة المتساوية، هو السبيل الوحيد لإفشال المخططات الخارجية، وتعزيز وحدة السوريين بمختلف طوائفهم في مواجهة التدخلات الأجنبية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية