"أوقفوا المجازر".. مظاهرات في لندن وباريس تندد بالعنف الدموي في السويداء
"أوقفوا المجازر".. مظاهرات في لندن وباريس تندد بالعنف الدموي في السويداء
في قلب لندن، احتشد نحو 80 متظاهراً أمام مقرّ هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، مساء السبت، رافعين شعارات: "الله يحمي الدروز"، و"توقفوا عن دعم الجولاني" في إشارة إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الذي عُرف بلقب "الجولاني" قبل أن يتخلى عنه بعد سيطرة الفصائل الإسلامية على دمشق العام الماضي.
المتظاهرون طالبوا بإنهاء حمام الدم في محافظة السويداء السورية، وفتح ممرّ إنساني عبر الحدود الأردنية لإنقاذ المدنيين العالقين تحت القصف بحسب فرانس برس.
أكثر من 900 قتيل في أسبوع دموي
منذ الأحد الماضي، شهدت السويداء أعمال عنف غير مسبوقة أسفرت عن مقتل أكثر من 900 شخص، بينهم 262 مدنياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وأوضح المرصد أن الاشتباكات اندلعت بين مسلّحين دروز وآخرين من البدو السنة، في حين اتهمت فصائل درزية القوات الحكومية بدعم البدو ضد أبناء المحافظة.
التقارير والشهادات تحدثت عن إعدامات ميدانية طالت عشرات المدنيين، إضافة إلى عمليات نهب وانتهاكات واسعة، وثقتها مقاطع فيديو صوّرها مرتكبوها أنفسهم.
سلوك وحشي مستمر
قال منظم التظاهرة في لندن، عماد العيسمي، إنّ ما يجري في السويداء يشمل: إطلاق نار، قطع رؤوس، اغتصابًا، وقتل أطفال، وحرق متاجر ومنازل، واصفاً الأمر بالسلوك الوحشي المستمر، وأضاف: نطالب بالحماية وبممر إنساني عاجل.
وبدموعٍ صعبة الكتمان، تحدّث معن رضوان، الذي لا تزال عائلته في السويداء، عن فقدان أقارب له في مجزرة داخل دار الضيافة الأسبوع الماضي، وانتقد زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأخيرة إلى سوريا ولقاءه الشرع، معتبراً أن ذلك "شرعَن" الجرائم.
أما وليام صالحة، الذي لديه أقارب محاصرون في بيوتهم، فقال: إنه تطهير عرقي.. يريدون مدينة بلا سكانها الأصليين.
صرخات في باريس: “أين فرنسا؟”
امتدّ الغضب إلى باريس حيث تظاهرت عايدة مرتديةً السواد، تحمل صورة شقيقها الذي قتل أمام منزله أثناء خروجه لجلب دواء ضغط الدم. تساءلت بحرقة: أين فرنسا؟ متهمةً الرئيس الشرع بالتواطؤ، ومعربة عن غضبها من استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون له في مايو الماضي.
كما رفعت المتظاهرة إيفا رضوان صور أقاربها الذين قُتلوا وبينهم طفلان يبلغان 13 و16 عاماً، وقالت إن والدَيها اضطُرا لمغادرة منزلهما بسبب القصف، وصرخت وسط المتظاهرين: الجولاني اخرج، سوريا ليست لك، مطالبة الأردن بفتح حدوده لإدخال المساعدات.
إسرائيل تدخل المشهد
في تطور لافت، شنّت إسرائيل ضربات استهدفت مقر هيئة الأركان والقصر الرئاسي في دمشق وأهدافاً عسكرية في السويداء، مطالبة الشرع بسحب قواته من معقل الدروز، وجاء ذلك عقب إعلان الشرع وقف إطلاق النار والتزامه بحماية الأقليات ومحاسبة المنتهكين.
السويداء محافظة ذات غالبية درزية جنوب سوريا، بقيت بمعظمها بمنأى عن الصراع المسلح حتى السنوات الأخيرة، أما أحمد الشرع، المعروف سابقاً بلقب الجولاني، فقد تولى السلطة بعد سقوط نظام بشار الأسد في دمشق العام الماضي، ورغم تعهداته بحماية الأقليات، يتهمه ناشطون ومنظمات حقوقية بالتواطؤ في الانتهاكات الأخيرة ضد أبناء السويداء.