مقررة أممية تحذر من التلاعب العقلي بالبشر في سياق التكنولوجيا العصبية

مقررة أممية تحذر من التلاعب العقلي بالبشر في سياق التكنولوجيا العصبية
مجلس حقوق الإنسان الأممي- أرشيف

تولد التكنولوجيات العصبية مخاطر مثل استخدامها لأغراض تتعارض مع الكرامة الإنسانية، فباستخدام هذه التكنولوجيات، يمكن فك تشفير نشاط المخ وتغيير هذا النشاط، ما يثير مشكلات وتحديات أخلاقية وقانونية واجتماعية عميقة، بالنظر إلى أنه يمكن تغيير جوهر الكائن البشري أو التلاعب به.

جاء ذلك في تقرير المقررة الخاصة المعنية بالحق في الخصوصية، أنا برايان نوغريريس، حول الأسس والمبادئ المقترحة لتنظيم التكنولوجيات العصبية ومعالجة البيانات العصبية من منظور الحق في الخصوصية، المقدم لمجلس حقوق الإنسان في دورته الـ58 التي تتواصل فعالياتها حتى 4 أبريل المقبل، واطلع "جسور بوست" على نسخة منه.

وقالت المقررة الخاصة إن البيانات العصبية هي بيانات شخصية حساسة للغاية، ويتعين على الأشخاص المسؤولين عن معالجة البيانات العصبية واستخدامها أو المكلفين بذلك أن يعتمدوا تدابير معززة للخصوصية والأمن بما يضمن فرض قيود على تطبيق تقنيات فك التشفير التي تجعل من الممكن تحديد هوية الشخص أو جعله من الممكن تحديد هويته، ولا سيما في حالة قواعد البيانات أو مجموعات البيانات التي تجري تقاسمها مع أطراف ثالثة.

وشددت المقررة الخاصة على ضرورة أن يكون الغرض من أي تطوير أو استخدام للتكنولوجيات العصبية هو الإسهام في إعمال حق كل شخص في التمتع بحياة كريمة وبفوائد التقدم العلمي والتكنولوجي، مع الحفاظ على جملة أمور منها الحقوق المتصلة بالخصوصية والمعالجة السليمة للبيانات الشخصية. 

جمع البيانات العصبية

وأشارت إلى أن الموافقة المسبقة من جانب صاحب البيانات تشكل شرطا مسبقا لجمع البيانات العصبية ومعالجتها، ويجب أن تكون هذه الموافقة حرة ومستنيرة ومحددة ويجب تقديمها بشكل صريح لا لبس فيه من أجل تحقيق غرض قانوني ومحدد ويجوز في أي وقت إلغاء الموافقة الممنوحة، إلا إذا فصلت بشكل لا رجعة فيه البيانات العصبية ذات الصلة عن المعلومات المحددة للهوية.

وطالبت باتخاذ تدابير حماية خاصة عندما يكون الأشخاص أصحاب البيانات منتمين إلى فئات تتمتع بحماية خاصة مثل الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة، والمسنين، والأشخاص المحرومين من الحرية. 

وفي ما يتعلق بمبدأ عدم التمييز وعدم التلاعب، أشار مجلس حقوق الإنسان، في جملة أمور، إلى أنه ينبغي عدم تسجيل أو معالجة البيانات التي يحتمل أن تؤدي إلى تمييز غير قانوني أو تعسفي، وخاصة البيانات العصبية وغيرها من البيانات.

وضمن مبدأ تعزيز حماية البيانات الحساسة، جرى تحديد البيانات العصبية على أنها بيانات حساسة يجب أن تخضع لتدابير مساءلة خاصة معززة في ما يتعلق بالأمن والسرية وإمكانية الوصول إليها وتقييد تداولها من أجل منع كل من الوصول إلى هذه المعلومات وإساءة استخدامها والتلاعب بها وتدميرها.

تعديل البشر اصطناعيا

ونوهت المقررة الخاصة بأن الاكتشافات العلمية في علم الأعصاب وتطبيقها عن طريق التكنولوجيات العصبية تنطوي على إمكانية تغيير خصائص بشرية جوهرية معينة، مثل الاستقلالية والمسؤولية الأخلاقية، والإرادة الحرة، والكرامة، والهوية، والحياة العقلية الخاصة، وفهم الأفراد على أنهم كيانات مرتبطة بأجسادهم، والسلامة والأمن الجسديين.

وحذّرت المقررة الخاصة من إلحاق الأذى الجسدي بالبشر والتلاعب العقلي بهم، فقد تُحدث هذه التكنولوجيا أيضاً حالات ضرر جسدي وتلف أنسجة وإعاقة للوظيفة الحركية انتهاك الحق في السلامة العقلية تكون ناتجة عن الإجراءات الجراحية المجرأة لتركيب أجهزة التحسين أو أجهزة الوصل بين المخ والآلة.

وأكدت المقررة الخاصة أهمية أن يتمتع الجميع بإمكانية الوصول إلى التقدم المتحقق في مجال التكنولوجيات العصبية، كما ينبغي في هذا السياق احترام كرامة كل شخص وحقوقه. 

متابعة: في سياق تصميم التكنولوجيات العصبية وتطويرها وتنفيذها وتسويقها وتقييمها واستخدامها، ينبغي أن تعزز الدولة اتباع نهج يقوم على احترام كرامة وحقوق الإنسان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية