«شينخوا»: بكين تدرّس الذكاء الاصطناعي للتلاميذ من المرحلة الابتدائية

بدأت السلطات التعليمية في العاصمة الصينية بكين تنفيذ خطة لتعليم الذكاء الاصطناعي في جميع المدارس الابتدائية والثانوية اعتبارًا من العام الدراسي المقبل، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء "شينخوا"، اليوم الخميس.

وخصصت إدارة التعليم في بكين ما لا يقل عن ثماني ساعات سنويًا لتدريس الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج الدراسية الجديدة، وسمحت السلطات للمدارس بتقديم هذه الدروس مادة مستقلة أو دمجها ضمن مقررات أخرى، مثل تكنولوجيا المعلومات أو العلوم.

وأكدت لجنة التعليم في البلدية أن الخطة تشمل استخدام وسائل تدريس متطورة، مثل الأجهزة الذكية وأدوات البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، لتعزيز التفاعل بين الطلاب والتكنولوجيا الحديثة، كما أعلنت عن نيتها تعزيز التعاون بين الجامعات والمدارس الثانوية لتطوير الكفاءات الشابة في هذا المجال,

طفرة الذكاء الاصطناعي

شهد قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين تطورًا ملحوظًا خلال العام الجاري، خصوصًا بعد إطلاق شركة "ديب سيك" (DeepSeek) نسخة جديدة من روبوت المحادثة المعتمد على الذكاء الاصطناعي في يناير الماضي، ما أثار اهتمام الأسواق العالمية.

وأشاد خبراء التكنولوجيا بقدرات "ديب سيك"، التي اعتُبرت قادرة على منافسة أو حتى تجاوز منتجات غربية مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، مع تكاليف تشغيلية أقل بكثير. 

وفي خطوة جديدة لتعزيز ريادة الذكاء الاصطناعي في البلاد، أعلنت مجموعة "علي بابا" الأسبوع الماضي عن نموذج ذكاء اصطناعي جديد يُدعى QwQ-32B، يتمتع بأداء مماثل لـ"ديب سيك" لكنه يحتاج إلى بيانات أقل للعمل.

دعم حكومي متزايد

ناقش الرئيس الصيني شي جينبينغ الشهر الماضي مع عدد من كبار رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا مستقبل الابتكار الرقمي، في اجتماع نادر أثار تفاؤلًا بشأن دعم الحكومة المتزايد لهذا المجال.

وأثنى شي على دور الشركات الصينية في تطوير الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية تنظيم القطاع لمنع "التوسع غير المنظم" في بعض الصناعات. وحظيت "ديب سيك" بإشادة رسمية، كما حضر مؤسسها اللقاء مع الرئيس الصيني.

وفي سياق متصل، برز المساعد الذكي "مانوس" (Manus) كأحدث الابتكارات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يتميز بقدرات متقدمة تفوق العديد من روبوتات المحادثة الحالية، ما جعله حديث الأوساط التكنولوجية.

تعليم الذكاء الاصطناعي

استمرت بكين في استكشاف آفاق جديدة لدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، مع التركيز على تطوير "دورات تعليم متقدمة" تهدف إلى رعاية المواهب الاستثنائية في هذا المجال.

وتعكس هذه الجهود التزام الصين بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي منذ سن مبكر، بما يعزز مكانتها في السباق العالمي نحو التفوق التكنولوجي.