في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.. مليارا مسلم يواجهون الكراهية بدعوات للتسامح

في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام.. مليارا مسلم يواجهون الكراهية بدعوات للتسامح
اجتماع الجمعية العامة للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام

تحتفي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في يوم 15 مارس 2025 من كل عام، باليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، وهو مناسبة سنوية تهدف إلى رفع الوعي حول ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومناهضة كافة أشكال التعصب والتمييز ضد المسلمين.

جاء هذا اليوم ليؤكد أهمية تعزيز التفاهم بين الثقافات، واحترام الحريات الدينية، وضمان حقوق المسلمين في جميع أنحاء العالم، في ظل تصاعد الخطاب المعادي للمسلمين، وارتفاع معدلات التمييز والتهميش في عدد من الدول.

وتزايدت الدعوات الدولية خلال هذا العام إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لمكافحة الكراهية الدينية، والعمل على تعزيز التسامح والسلام كقيم أساسية لضمان التعايش السلمي بين الشعوب.

أهمية اليوم الدولي

أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تخصيص 15 مارس من كل عام كيوم دولي لمكافحة كراهية الإسلام، وذلك في قرار صدر عام 2022 بدعم واسع من الدول الأعضاء. 

جاء هذا القرار بعد تزايد الهجمات على المسلمين، سواء في أماكن العبادة، أو عبر الإنترنت، أو في المؤسسات العامة، حيث أشارت التقارير الدولية إلى ارتفاع معدلات التمييز ضد المسلمين في العديد من الدول.

وأكدت الأمم المتحدة أن الإسلاموفوبيا ليست مجرد مشكلة تخص المسلمين فقط، بل هي تهديد مباشر لمبادئ حقوق الإنسان، والمساواة، والتعددية الثقافية، ما يستدعي جهودًا عالمية لمعالجة جذورها، ومكافحة كل أشكال التحيز والتمييز.

رسالة الأمين العام

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمة بهذه المناسبة، ضرورة التمسك بقيم المساواة، والكرامة الإنسانية، وبناء مجتمعات شاملة تحترم التنوع الديني والثقافي.

وأوضح غوتيريش أن قدوم شهر رمضان المبارك يتزامن مع تنامي المخاوف بين المسلمين من التعرض للتمييز والإقصاء، بل وحتى العنف، وهو ما يجسد تصاعد ظاهرة التعصب الديني والعنصرية ضد المسلمين في العديد من دول العالم.

وشدد الأمين العام على أن خطاب الكراهية ضد المسلمين لا يمكن فصله عن ظاهرة أوسع من التعصب الديني والعنصري، حيث يستهدف هذا التعصب العديد من الفئات الدينية والثقافية الأخرى، ما يهدد السلم المجتمعي، والاستقرار العالمي.

تعزيز الحريات الدينية 

طالب غوتيريش الحكومات بتعزيز التماسك الاجتماعي، وحماية الحريات الدينية، مؤكدًا أن التصدي للإسلاموفوبيا مسؤولية مشتركة بين الحكومات، والمؤسسات الإعلامية، ومنصات التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن المجتمعات التي تسمح بانتشار الكراهية والتعصب تصبح أكثر عرضة للانقسامات والصراعات، ما يستدعي إجراءات فورية للحد من خطاب الكراهية، والترويج للتسامح بين الأديان والثقافات.

ومثَّل رئيس ديوان الأمين العام، إيرل كورتيناي راتراي، غوتيريش في الاجتماع الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذه المناسبة، حيث ألقى كلمته نيابة عنه، في حين كان غوتيريش في زيارة إلى بنغلاديش، حيث شارك لاجئي الروهينجا في الصيام والإفطار، في إطار التقليد السنوي للأمم المتحدة في التضامن مع المجتمعات المسلمة المهمشة.

وأشار راتراي إلى أن المسلمين يشكلون نحو مليارَي شخص حول العالم، مؤكدًا أن التعدد الثقافي والإثني داخل المجتمع الإسلامي يعد مصدر ثراء عالمي، وأنه ينبغي الاحتفاء بهذا التنوع بدلاً من مواجهته بالكراهية والتمييز.

وشدد على أن تطبيع خطاب الكراهية ضد المسلمين يشكل تهديدًا للمجتمعات ككل، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات فعالة للحد من انتشار التحيز الديني والعنصري.

مبادرات لتعزيز التسامح 

أكد راتراي أن تعزيز التفاهم بين الأديان يمثل خطوة أساسية في مكافحة الإسلاموفوبيا، مشيرًا إلى أن العديد من المبادرات الدولية نجحت في تعزيز الحوار والتسامح بين الأديان.

وسلَّط الضوء على مبادرة "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي وقعها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مؤكدًا أنها تمثل نموذجًا عالميًا للتعايش السلمي، والتضامن الإنساني بين مختلف الأديان والثقافات.

وأشار الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، إلى أن الإسلاموفوبيا لا تأتي في سياق منعزل، بل تتزامن مع تصاعد القومية المتطرفة والعنصرية. 

وأكد موراتينوس أن السماح بانتشار خطاب الكراهية ضد المسلمين دون مواجهته قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية والدينية، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لحماية حقوق المسلمين وضمان حرية ممارسة شعائرهم الدينية.

المرأة المسلمة بمواجهة التحديات 

شدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيليمون يانغ، على أن النساء المسلمات يواجهن تحديات إضافية بسبب الصور النمطية السلبية، مطالبًا المجتمع الدولي بتوفير حماية كبرى لهن، وتعزيز دورهن في بناء مجتمعات أكثر عدلًا وإنصافًا.

وأوضح يانغ أن الشباب والنساء يجب أن يكونوا في طليعة الجهود الدولية لتعزيز التسامح، ومحاربة التمييز والكراهية.

وأكد الحاضرون أن وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا رئيسيًا في نشر الصور النمطية السلبية عن المسلمين، ما يسهم في زيادة جرائم الكراهية، والتمييز ضدهم.

وطالب المجتمعون شركات التكنولوجيا الكبرى بفرض سياسات أكثر صرامة ضد المحتوى الذي يحرض على الكراهية، والعنصرية الدينية.

تشريعات لمكافحة الإسلاموفوبيا 

من جانبه، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، إلى سن قوانين دولية تجرم الاعتداءات على المسلمين، وتكفل حماية حقوقهم، مشيرًا إلى أن بعض الدول الغربية بدأت في اتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة هذه الظاهرة.

وأشاد السفير الباكستاني لدى الأمم المتحدة، منير أكرم، بجهود بعض الدول، مثل السويد والدنمارك، اللتين جرّمتا أعمال تدنيس المصحف الشريف، واتخذتا إجراءات لمنع التحريض ضد المسلمين، داعيًا بقية الدول إلى الاقتداء بهذه الخطوات الإيجابية.

وأكد المجتمعون في اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام 2025، أن التصدي للإسلاموفوبيا مسؤولية عالمية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومات، والمؤسسات الإعلامية، والمجتمع المدني، مطالبين بتعزيز برامج التوعية، وإطلاق مبادرات دولية لتعزيز الحوار بين الأديان، وضمان حماية المسلمين من التمييز والعنف، مؤكدين أن إرساء ثقافة التسامح والاحترام المتبادل هو المفتاح لضمان مستقبل أكثر سلامًا وعدلًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية